الدور السياسي لإبراهيم بن الحجاج في إشبيلية و قرمونة (عام ٢٣٨ ه-۲۹۸ ه)‎

Abstract AR

كان سكان اشبيلية خليطا من العرب والمولدين و البربر، فقد استقرت بها أسرات عربية من قبيلة لخم من القبائل العربية التي شاركت في الأحداث السياسية بالأندلس بداية من الفتح الإسلامي لها، و الذي تولى قيادته موسى بن نصير اللخمي، فكانوا أول الولاة على الأندلس فيما عرف بعصر الولاة، وهي في الأصل قبيلة يمنية، دخلت مع جيوش الفتح الإسلامي و استقرت بمواضع عدة بالأندلس، و كانت إشبيلية حاضرتهم التي استقروا بها، و كان أبرزها بنو حجاج ^([1])، و بنو خلدون ^([2]) و بنو أبي عبده ^([3])، وإلى جانب هذه الأسرات العربية، عاشت أسرات أخرى من المولدين^([4]).

و من أبرز الشخصيات التي كان لها نفوذ سياسي في بنى حجاج إبراهيم بن حجاج بن عمير بن حبيب بن عمير بن سعيد الذي ينتسب إلى قبيلة لخم، و يتصل نسبه من ناحية الأم بالملك غيطشة ملك القوط الغربيين، نتيجة زواج جده عمير بن سعيد من سارة بن ألموند بن غيطشة، وقد لعب إبراهيم بن الحجاج دورا واضحا وجليا في التاريخ السياسي لاشبيلية و قرمونة ثم ظهر نفوذه في صراعه مع الأمير عبد الله بن محمد (229 هـ/844م - 300 هـ/912م)([5])، و تسلطه في إصراره على تولي السيادة في اشبيلية



^([1]) بني حجاج: يرجع نسب بني حجاج إلى قبيلة لخم و يتصلون في نفس الوقت من ناحية ألام بملوك القوط إذ كان الخليفة الوليد بن عبد الملك بعد نجاح العرب في فتح الأندلس قد استقبل أولاد غيشطة و اعترف لهم بفضلهم ودورهم في فتح الأندلس و تزوج عمير بن سعيد من سارة أبنت غيشطة و أنجبت حبيب بن عمير جد بني حجاج راجع.

ابن القوطية، أبو بكر محمد بن عمر (1989).

تاريخ افتتاح الأندلس.

دار الكتاب المصري، القاهرة - دار الكتاب اللبناني، بيروت.

ص 28؛ شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ)، نفح الطيب، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر- بيروت - لبنان، جـ 1، ص267.

⁽²⁾ بنو خلدون: ينسبون إلى عرب حضر موت، وهم من أصل يمني فهم، من ولد عبد الجبار بن علقمه و إليهم يرجع المؤرخ الكبير ابن خلدون و زعيمهم كريب بن عثمان بن خلدون راجع: ابن حزم، علي (1987).

رسائل ابن حزم الأندلسي - الجزء الثاني.

المؤسسة العربية للدراسات و النشر - تحقيق إحسان عباس، ص 460؛ محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله، الشهير بلسان الدين ابن الخطيب (المتوفى: 776هـ) الإحاطة في أخبار غرناطة، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة: الأولى، 1424، ج3، ص 497؛ حمدي عبد المنعم: التاريخ السياسي لمدينة اشبيلية، مؤسسة شباب الجامعة، إسكندرية، ص63.

^([3]) بني أبي عبده: يرجع نسب بني أبي عبده إلى أبي عبده حسان بن مالك ابن عبد الله ابن جابر موالى مروان بن حكم فقد ولد حسان في المشرق و استقرت تلك الأسرة في اشبيلية و أخلصت لبني أمية و كان زعيمهم أمية بن عبد الغافر راجع: ابن حيان: المقتبس، تحقيق محمود مكي، ص 272؛ ابن الأبار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي (المتوفى: 658هـ) الحلة السيراء، المحقق: الدكتور حسين مؤنس، الناشر: دار المعارف – القاهرة، الطبعة: الثانية، 1985م، جـ 1، ص 245؛ ابن عذارى: أبو العباس أحمد بن محمد (1980).

البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس و المغرب.

دار الثقافة، بيروت، ، ج2، ص158، 159.

^([4])ابن حيان القرطبي، حيان بن خلف بن حسين بن حيان الأموي بالولاء، أبو مروان (المتوفى: 469هـ)، المقتبس من أنباء الأندلس، المحقق: الدكتور محمود علي مكي، الناشر: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية – القاهرة، عام النشر: 1390هـ، ص 74.

[5]) ) أبو محمد عبد الله بن محمد (229 هـ/844م - 300 هـ/912م) سابع أمراء الدولة الأموية في الأندلس.

حكم الأندلس لخمسة و عشرين عاما، قضاها في مقاومة الثورات و الاضطرابات المتلاحقة في عهده، حتى غدت سلطة الأمير الفعلية، لا تتجاوز قرطبة و ما حولها.

ولد عبد الله بن محمد للأمير محمد بن عبد الرحمن من أم ولد تدعى بهار في 15 ربيع الآخر من عام 229 هـ.

استعمله أبوه في قيادة بعض حملاته العسكرية.

و بعد و فاة أخيه المنذر، بويع بالإمارة في 15 صفر من عام 275 هـ، يوم و فاة أخيه المنذر.

وقد إتهمه بعض المؤرخين بأنه هو من قتل أخاه المنذر بأن حرض طبيب المنذر على تفصيده بمبضع مسموم.

ابن عذاري، أبو العباس أحمد بن محمد (1980).

البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس و المغرب.

دار الثقافة، بيروت، ص120-121.