الكفاية التواصلية في تراثنا العربي، و ركائز نجاحها

Author

السناني، بدر بن سالم بن جميل

Source

مجلة دراسات تربوية : مجلة علمية محكمة

Publisher

The Ministry of Education The Educational Studies and Research Center

Publication Date

2021-12-31

Country of Publication

Iraq

No. of Pages

23

Main Subjects

Arabic language and Literature

Arabic Abstract

أدرك علماء العربية أن وظيفة اللغة الجوهرية هي تبليغ المعنى، وأن هذا التواصل لا يحقق فائدته المرجوة إلا بالوضوح و البيان، و الابتعاد عن اللبس، فاهتم العلماء بعملية الاتصال بين المتكلم و المتلقي، ووقفوا على الرموز التي يستخدمها المتكلم في عملية التواصل، و العوامل المؤثرة في اختيار رموز معينة دون أخرى، و العلاقة بين الكلام و سياق حاله، و أثرها بين المتكلم و المخاطب في الكلام، و إيصال المعنى.

اعتنى علماء العربية بالمعنى عناية مركزة؛ و تحروا الدقة في صياغة القواعد، و نبهوا إلى ما يحدث من لبس في تراكيب اللغة، فيغيب المعنى، و حذروا من كل شيء يبهمه، أو يؤدي إلى تلاشيه؛ لأن إدخال اللبس – في أصله - ممنوع؛ لمنافاته القصد من وضع اللغة، حتى قرروا أن كل ما يصلح به المعنى فهو جيد، وكل ما يفسد به المعنى فمردود، فكانت عنايتهم بالمعنى لى كل شيء، فإن كانوا قد اهتموا بالإعراب و تعليلاته فإن اهتمامهم به جاء خدمة للمعنى، فجعلوا الإعراب فرعا للمعنى، و اتخذ حركاته دليلا على المعنى، و تباعا له، يرجحون وجها إعرابيا على آخر لا لشيء إلا لأن المعنى يطلبه، و يحتمه.

لما كان اللبس خاصية جوهرية في اللغات كافة (البشرية و الآلية) لم تكن العربية بمنأى عن هذه الظاهرة، ولم ينكر أحد من الباحثين وجود اللبس في درسنا اللغوي، فاللبس في لغتنا يقع في مستويات العربية، لهذا وضع علماء العربية مجموعة من الوسائل يمكن إن يلجأ إليها المرسل لتجنب الوقع في اللبس، و يحقق غاية الحديث، و هذا يدلل على أن علماء العربية عالج اللغة و خطابها في إطار استعمالها الفعلي، انطلاقا من وظائفها التي يمثل التواصل جوهرها؛ فهم متفقون أن اللغة ظاهرة اجتماعية، يوظفها الأفراد؛ لأداء المعاني بما يحقق الكفاية التبليغية التواصلية بين مستخدميها، فتناولوا ركائز نجاح عملية الاتصال، ولم يكتفوا بالنظر اللغوي الخالص في عملية التحليل، و بناء القواعد، و إنما تجاوزا النظرة السطحية في معنى التراكيب إلى الحديث في قوته الاستلزامية، و البحث في معنى المعنى، و ما يمكن أن يؤول إليه، و هذا يؤكد أن علماء العربية قد سبقوا الدرس اللغوي الحديث إلى معالجة القضايا التداولية، و إن كان هذا السبق لم يؤطر في نظريات صريحة كحال النظريات الحديثة، لكنه جاء متفرقا في معالجاتهم، و مؤلفاتهم

Data Type

Conference Papers

Record ID

BIM-1368713

• APA
• MLA
• AMA