أقوال النقاش في التفسير (سورة البقرة)‎ : جمعا و دراسة

Abstract AR

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم ) و على اله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

تاريخنا الإسلامي زاخر بالشخصيات التي كان لها الأثر الواضح في ارفاد المكتبة الإسلامية سواء على صعيد خدمة القران أو السنة النبوية، فكانوا بذلك منارا يقتدى بهم سواء بالجانب العلمي أو بالجانب التربوي و الأخلاقي.

و من بين هؤلاء الذي ساهموا بشكل مباشر في خدمة تفسير القران الكريم إقراء و تدريسا، بالإضافة إلى غيرها من العلوم، المفسر الموصلي (أبو بكر النقاش) المتوفي سنة (351)هـ الذي كان له الدور البارز في نشر الكثير من العلوم التي كانت منهلا للعلماء و طلاب العلم بما يعزز من مكانته بين اقرأنه في عصره أو من جاء بعده.

إن ما يؤيد قولنا هو اهتمام العلماء في نقل هذه الأقوال بكتبهم و بناء القواعد الأساسية لكثير من المسائل العلمية في شتى المجالات بما يدل على سعة اطلاعه و غزارة إنتاجه الفكري.

بقيت سيرته العلمية مجهولة بسب قلة ما كتب عنه، ألا بالنزر اليسير من حياته تناقلتها كتب التراجم أو ذكرت عرضا في ترجمة شيوخه أو تلاميذه الذين تلقوا العلوم عنه، و كذلك لم يكتب لمؤلفاته أن تخرج من بين ركام ألاف المخطوطات من على رفوف المكتبات، و من بين هذه المخطوطات تفسيره المكون من اثنتا عشر ألف و رقة، كما أشار إليه ابن النديم( ).

و كذلك نسخة مخطوطة محفوظة في مكتبة تشستربتي تحت رقم (3389).

و أخرى نسخة مايكروفلمية مصورة عن النسخة السابقة بمركز البحث العلمي و إحياء التراث بمكة المكرمة تحت رقم (276) تفسير و علوم قران، و نسخة مايكروفلمية مصورة عن النسخة الأصلية من مكتبة تشستربتي في مكتبة جامعة الموصل تحت عنوان مخطوط (تفسير شفاء الصدور) رقم (165) تفسير و علوم قران.

احترقت مخطوطة مكتبة جامعة الموصل بعد أن نالت منها أيدي الغدر من مغول العصر بعد أن سرقوا محتويات المكتبات عامة و مكتبة جامعة الموصل خاصة، ثم إحراق كل ما تبقى لإثبات أنهم من نفس سلالة المغول الذين خربوا بغداد في غابر الأزمان.

و من هنا جاءت فكرة جمع أقوال النقاش في تفسير سورة البقرة من كتب التفسير و القراءات و كتب الفقه وتوثيق هذه الأقوال من الكتب التي عاصرته أو ممن جاء بعده لإحياء بعض من جهوده التي بذلها في خدمة القران الكريم.

و قسم البحث إلى فصلين أولاهما: دراسة حياة النقاش العلمية، والوقوف على أبرز من تلقى منهم العلم في البلدان المختلفة و كذلك من اخذ عنه العلم ثم جمع كل نتاجه العلمي و مؤلفاته من الكتب.

و تناول الفصل الثاني جمع أقواله التفسيرية في تفسير سورة البقرة ثم توثيق هذه الأقوال بعد دراستها و بيان ما فيها من نقد و تحليل من خلال أقوال العلماء.