أهمية موقع شبه الجزيرة العربية ودوره في علاقاتها بجيرانها قديما

Abstract AR

بناء على المعطيات السابقة، نستطيع القول: إن الموقع الجغرافي المتوسط لشبه الجزيرة العربية بين أقاليم العالم القديم قد رسم ملامح التاريخ الحضاري للمنطقة؛ حيث ازدهرت معظم الممالك والدويلات التي قامت في شرق وجنوب وشمال الجزيرة العربية على إثر وقوعها على الطرق التجارية، واكتسبت أهميتها بقيامها بدور الوسيط التجاري، وقد أثر هذا الأمر في الدور السياسي، وأثار أطماع القوى المجاورة التي بدأت تتطلع للسيطرة على المنطقة، والاستفادة من موقعها المتوسط منذ النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.

أسهم موقع شبه الجزيرة العربية-كحلقة وصل بين مناطق آسيا وأفريقيا وأوروبا القريبة منها-في جعلها معبرا وجسرا للتجارة الدولية في تلك الحقبة التاريخية؛ إذ كانت في شمالها ترتبط بالدولتين الكبيرتين الفرس والروم، وجنوبها بالحبشة والهند واليمن.

أصبحت الجزيرة العربية بحكم الموقع سوقا عالميا في التجارة، وملتقى بين الشعراء والأدباء، كما كان لأهلها-بحكم تجارتهم-اتصالات واسعة بالأمم الأخرى، وانعكس عليهم تاريخيا وحضاريا.

رسم الموقع الجغرافي المتوسط لشبه الجزيرة العربية بين أقاليم العالم القديم ملامح التاريخ الحضاري للمنطقة؛ حيث ازدهرت معظم الممالك والدويلات التي قامت في شرق الجزيرة العربية وجنوبها وشمالها على إثر وقوعها على الطرق التجارية، واكتسبت أهميتها بقيامها بدور الوسيط التجاري، وقد أثر هذا الأمر في الدور السياسي، وأثار أطماع القوى المجاورة التي بدأت تتطلع للسيطرة على المنطقة والاستفادة من موقعها المتوسط منذ النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.

قبضت شبه الجزيرة العربية على زمام الوساطة التجارية، سواء البحرية أم البرية لعقود طويلة؛ إذ بدت تشهد منذ أواخر الألف الأول قبل الميلاد والقرون الميلادية الأول ظهور اليونان والرومان كقوة في الشرق، وبدأت تتطلع للسيطرة على طرق التجارة، ونجحت في تحويلها وكسر احتكار سكان شبه الجزيرة لها.

سهلت المعابر البرية على الإنسان العربي الانتقال بين أقاليم شبه الجزيرة، وتتمثل في مضيق باب المندب جنوبا، وشبه جزيرة سيناء شمالا، ولا توجد فواصل طبيعية بينها وبين باقي أجزاء آسيا.

لموقع شبه الجزيرة العربية الذي تحيط به المسطحات المائية من جهاته الثلاث أهمية عظمى في جعل العرب يتجهون للاتصال البحري، واكتشافه، واستثمار موارده وخيراته لصالحهم.

لم يقتصر دور العرب على الوساطة التجارية ونقل السلع والبضائع بين الشرق والغرب، بل كانوا مساهمين أساسيين في بناء الحضارة الإنسانية، وبفضلهم انتقلت الكثير من العناصر الثقافية والحضارية إلى بقاع العالمين: الشرقي، والغربي.

للموانئ البحرية التي أنشئت على طول سواحل شبه الجزيرة العربية أثر في توثيق واستدامة علاقة الجزيرة العربية بجاراتها؛ كونها تمثل منافذ مهمة للتجارة الخارجية والاحتكاك بين الأجناس البشرية المختلفة.