العناصر الهامشية المنحرفة خلال عصر الحروب الصليبية (1095-1291 م)‎ : اللصوص نموذجا

Abstract AR

كان من أسباب الحروب الصليبية رغبة البابوية في التخلص من المجرمين الأوروبيين بإرسالهم إلى الشرق بحجة تكفير الذنوب، فأدى ذلك إلى انخراط الآلاف منهم في الحركة الصليبية على طول امتدادها الزماني و المكاني، فأصبحت بلاد الشام و سواحلها مرتعا خصبا لأعمالهم الإجرامية، هذا فضلا عن أعمال اللصوص الشرقيين من السلب و النهب و السطو.

و محور هذه الدراسة هؤلاء الأفراد الذين تراكموا على هامش المجتمع في شكل بؤر للسلب و النهب، في محاولة لرسم صورة لهذه العناصر الهامشية الخارجة على قوانين المجتمع وذلك ضمن سياق التفسير الاجتماعي لتاريخ الحروب الصليبية و ما تمخضت عنه من ظواهر كاللصوصية التي أدت إلى غياب الأمن و السلم بين الناس على اختلاف دياناتهم و أعراقهم حتى في فترات السلم العسكري بين المسلمين و الصليبيين، فقد كان من آثار أعمال اللصوص، ترويع الآمنين من الأهالي، و تعطيل حركة سيرهم بين البلدان.

و تعتمد الدراسة على منهج البحث التاريخي لرصد الإشارات التي تحدثت عن اللصوص في المصادر التاريخية من نصوص تعكس أسماء اللصوص، و أوكارهم، و أعدادهم، و الكفاءة القتالية لهم، و أوقات عملهم الإجرامي، و أنواع المسروقات.

وقد خرجت الدراسة بنتائج كان من أهمها أن أعمال اللصوص وردت في المصادر بتحديد جنس أو ديانة اللص دون أن تحدد لنا اسمه، كما أن المصادر لم تذكر أعداد اللصوص صراحة، لكن عرفنا من خلالها أنهم تمتعوا بكفاءة قتالية عالية مما جعلهم يؤدون أعمالهم الإجرامية بنجاح.