التمردات السياسية في مملكة الميروفنجيين (534-560م)‎

Abstract AR

كان من الأحداث الهامه في تاريخ الغزوات الجرمانية هو قيام عدد من الممالك الجرمانية على انقاض الإمبراطورية الرومانية مثل مملكة الميروفنجيين في بلاد الغال، تلك المملكة التي كان لها أهمية خاصة في التاريخ الأوروبي في مطلع العصور الوسطى، حيث استطاعت تغيير خريطة أوروبا؛ وذلك لأنها المملكة الوحيدة التي استطاعت البقاء في أوروبا على حساب الإمبراطورية الرومانية، بعد أن نجحت في مزج الحضارة الرومانية بعادات الميروفنجيين.

وقد واجهت مملكة الميروفنجيين العديد من التحديات الداخلية و الخارجية على حد سواء، و لكن اتجهت جميع الأبحاث و الدراسات السابقة عن الحديث عن التحديات الخارجية لمملكة الميروفنجيين فقط؛ و لذلك تسلط هذه الدراسة نوعا ما الضوء على التحديات الداخلية التي واجهت مملكة الميروفنجيين، مثل التمردات السياسية في مملكة الميروفنجيين وذلك في الفترة من 534م حتى عام 560م.

و على الرغم من أن مملكة الميروفنجيين واجهت العديد من الأحداث الجسام، سواء على المستوى الداخلي أم الخارجي، إلى جانب الحروب الأهلية بين الملوك الميروفنجيين، إلا أن الملوك الميروفنجيين استطاعوا القضاء بنجاح على تلك التمردات التي كادت تعصف بحكمهم.

ويوضح هذا البحث التمردات السياسية في مملكة الميروفنجيين، حيث واجه الملك ثيودريك الأول (511-534م) تمرد شخص يدعى موندريك عام 534م، بعد أن تجمع حوله العديد من الأتباع و ادعى العرش الميروفنجي، و لكن استطاع الملك ثيودريك القضاء على تمرده بنجاح.

كما واجه الملك لوثر الأول (511- 561م) تمرد ابنه شرامن عام 555م، الذي حاول الاستقلال بمقاطعة أوفيرني في الجنوب و تأسيس مملكة خاصة به، بعد أن تحالف مع عمه شيلديبرت الأول (511-558م)، كما أنه تمرده استمر لمدة خمس سنوات، و لكن أستطاع الملك لوثر الأول في النهاية القضاء على تمرده عام 560م.