الرجوع عن الشهادة وأحكامه في الفقه الإسلامي: "دراسة فقهية مقارنة"

Abstract AR

تعتبر الشهادة من وسائل الإثبات في القضاء التي ينبني عليها إقامة الحقوق و حفظها، وصيانة منصب القضاء عن الجور و الخطأ.

و تعد الشهادة في الفقه الإسلامي من أهم وسائل الإثبات لما يلي:
1- الشهادة ضرورية لقيام الحياة الاجتماعية فهي معيار لتمييز الحق من الباطل، و حاجز يفصل الدعوى الصادقة من الكاذبة، فالشهادة بمنزلة الروح للحقوق، فالله أحيا النفوس بالأرواح الطاهرة، و أحيا الحقوق بالشهادة الصادقة.

2- الشهادة يمكن الاستفادة منها في جميع المجالات من حيث الإثبات، وأما غيرها فلا يستفاد منها إلا في نطاق ضيق، فلا يمكن إثبات جرائم السرقة و القتل بالكتابة، و لا يكفي فيها اليمين لتطبيق العقوبة.

3- الشهادة من أقوى وسائل الإثبات، فهي أقوى من اليمين لأنها تعتمد على تقوى المدعي الذي لا يدخر جهدا في الوصول إلى ما يدعيه و تعتمد على تقوى المدعي عليه الذي يبذل أقصي ما في وسعه للتخلص من الدعوى، و اليمين تصلح للدفع أكثر منها للإثبات.

و الشهادة لا تقتصر أهميتها على القاضي و حده، بل هي تهم كل من يحتكم إليه، و يقصد الناس لفض النزاعات على سبيل الإحسان و التعاون على البر و التقوي، وهي مهمة أيضا لكل مسلم لكي يقيم حياته على منهاج واضح يبعده عن الزلل، و يعرف الآثار التي تترتب على الشهادة فيما لو وقف لآدائها، أو طلب منه الإدلاء بها، فيتثبت عند أدائه لشهادته، و يخاف الله فيها، و مع هذه الأهمية للشهادة فقد يرجع الشاهد عن شهادته، و هذا أمر في غاية الخطورة ينبغي بحثه و توضيحه.

وعليه فقد عملت على كتابة بحث في هذا الموضوع " الرجوع عن الشهادة و أحكامه في الفقه الإسلامي".