مفهوم الزمان بين الفكر الفلسفي اليوناني و الفكر الفلسفي الإسلامي

Abstract AR

يمثل الزمان قضية من أهم القضايا الفلسفية، فكان دائما مثار تساؤل من المفكرين و الفلاسفة منذ أقدم العصور، سواء في الفكر الفلسفي اليوناني و على رأسه أفلاطون و أرسطو، أو الفكر الفلسفي الإسلامي و على رأسه الكندي و ابن سينا، و كان من الطبيعي أن يدلوا الفلاسفة و المفكرين بدلوهم في موضوع الزمان، لما له من علاقة وطيدة بالقضايا الفلسفية الأخرى كالحركة، و القدم و الحدوث، و المعاد و الخلود و غيرها.

فالزمان مقولة استحالت إلى إشكالية من أمهات المسائل الفلسفية التي أرقت العقول، و تضاربت بشأنها الرؤي و استرعت الاهتمام و استأثرت به، و بزت جميع اشكاليات الفلسفة منذ وجود الإنسان، فثارت العديد من التساؤلات حول وجود الزمان وماهيته و علاقاته بالعالم و الإنسان، وهل الزمان هو كم متصل أم منفصل؟ وهل الزمان هو الحركة؟ أم أنه شيء مختلف عن الحركة؟ و اختلفت الآراء و تباينت في الإجابة على تلك التساؤلات بين الفلاسفة و المفكرين الذين أهتموا بالبحث في هذا الموضوع الشائك و الصعب.

و طبيعة الزمان تجعله دائما محل نقاش و جدال، و على الرغم من تلك الصعوبة التي تواجه العقل البشري عند محاولة تحديد مفهوم الزمان و طبيعته، فإن الزمان هو أكثر الأمور ارتباطا بالعقل البشري، سواء من خلال الإدراك الحسي بالمعنى المباشر للزمان ــ و هو الوقت ــ، أو من خلال التصور الذهني و تكوين المفاهيم العقلية عن الزمان.