العلاقات الاقتصادية الصينية الافريقية : دراسة تحليلية

Abstract AR

اتضح في ظل العقود الأخيرة مدى إحكام السيطرة "الناعمة" لدولة الصين على القارة الأفريقية، بفضل حجم استثماراتها الكبيرة، حيث أسهمت الشركات الصينية في التصنيع و تحسين سبل العيش من خلال استثماراتها في أفريقيا، ما جعلها إحدى القوى الدافعة للنمو الاقتصادي الشامل للقارة، كما أظهر التقرير السنوي للعلاقات الاقتصادية و التجارية بين الصين و أفريقيا الصادر في عام 2021، أن قيمة التجارة الثنائية بلغت 187 مليار دولار في عام 2020، على الرغم من الصعوبات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، لتحافظ الصين على ريادتها كأفضل شريك تجاري لأفريقيا، وذلك على امتداد 12 سنة متتالية.

كما أضحت الصين من أولى الدول التي تمنح مساعدات تنموية ضخمة للقارة الأفريقية، كذلك تمنح القروض إلى درجة إغراق بعض الدول بها مما يثير بعض المخاوف بشأن اعطاء الصين هامشا مهما في التفاوض بشأن الصفقات الكبرى، و يمنحها الأفضلية في الفوز بهذه المشروعات العملاقة على غرار مناجم الحديد و المواد الأولية الأخرى.

هذا في ظل توقع أن التعاون الثنائي سيدخل مرحلة جديدة من النمو بقوة دفع كبيرة بفضل فاعلية دور منتدى التعاون الصيني الأفريقي، الذى سيتم من خلاله تعزيز التعاون الاقتصادى في مجالات عدة، مثل تدشين المجمعات الصناعية، و تحسين البنى التحتية في اطار مبادرة الحزام و الطريق.

و من هذا المنطلق، توقعت "وكالة ماكنزي الأميركية" أن تصل قيمة الأرباح المالية التي تجنيها الصين من أفريقيا بحلول عام 2025 إلى 440 مليار دولار.