العلاقة التبادلية بين الفراغ العمراني و سلوك المستخدمين بوسط البلد

Abstract AR

الفراغ العام هوأحد المكونات الأساسية لعمران أى مدينة فهو الوعاء الذى يستوعب الأحداث الجماعية لسكانها حيث يمارسون خلاله أنشطتهم و احتفالاتهم و شعائرهم و يعبرون فيه عن أرائهم و معتقداتهم و أسلوب حياتهم، و التتبع التاريخى يوضح أهمية و حيوية دور الفراغ العام في الحضارات السابقة و مدى تاثيره على تشكيل مجتمعاتها و احساسهم بالانتماء للمكان وحريتهم الجماعية في التعبير، فمن الأجور في المدينة الاغريقية مرورا بالساحة في المدينة الأسلامية ووصولا الى الميدان في المدينة المعاصرة يمكن رصد الدور الهام للفراغات العامة.

ان ادارة الفراغات العمرانية لها تأثير مباشر على الحياة الحضرية فالفراغات العمرانية تعتبرثروة قومية و مصدر دخل هام و منشط قوى للسياحة ذات أثر اجتماعى ملموس فيمكن أن تساهم في حل مشاكل البطالة و تصبح وسيلة تعليم و تثقيف و توعية لأفراد المجتمع و الحياة العائلية المترابطة لسكان المدينة و زوارها و تساهم في تقليل المشكلات الأمنية و التصدى للأمراض و الظواهر الأجتماعية المستحدثة مثل أطفال الشوارع و تناول المخدرات.

و لكن الصورة المعاصرة في المدن العربية و المصرية على السواء تكشف التحول الكامل للفراغ العام في عمران القاهرة و خاصة القاهرة الخديوية ومدن مصر الكبرى الى عقدة مرورية الانجاز الرئيسى والوحيد فيها هو المحاولة اليائسة للتسيير المنظم لمواكب السيارات المتدفقة ولم يعد الفرد أو الجماعة الأنسانية محور تركيز أو اهتمام في تلك المعادلة و هذه هى مشكلة البحث الرئيسية و لهذا فأن استعادة الفراغ العام لدوره في الحياة الجماعية و الأحتفالية للمجتمع و اثراء روح الأنتماء و احتضان حرية الشعب في التعبير عن أرائه هى قضية عمرانية يجب أن تعطى لها أولوية التعامل الأبداعى من قبل المعماريين و العمرانيين المخططين.

و بناءا على ذلك يقوم البحث باجراء دراسة تحليلية لتقييم الكفاءة الوظيفية للفراغات العمرانية بمنطقة وسط البلد استنادا على عدة معاييرلنجاح أداء الفراغ العمرانى و هى: Comfort&image-Sociability-Economically Uses&activities-Accessibility- بهدف تحديد مدى تحقيق الفراغ لكل معيار و يستعرض البحث أيضا المفاهيم المرتبطة بالفراغات العمرانية و تطورها على مر العصور و اختلاف وظائفها مع اختلاف الثقافات و الاحتياجات ثم يقوم بحصر أهداف اقامة الفراغات العمرانية و مدى تلبيتها لاحتياجات الانسان و مساهمتها في تدعيم الادراك بجودة الحياة بالمدينة.

و بناءا عليه يتم استنباط مؤشرات قياس فعالية الفراغات العمرانية بمنطقة الدراسة و علاقتها بالسلوك الانسانى و يخلص البحث إلى مجموعة من النتائج التي تحدد و تصنف واقع الأداء الوظيفي للفراغات العمرانية لمنطقة وسط البلد ليتم بعد ذلك اقتراح توصيات تساهم في معالجة نقاط الضعف و تعزيز نقاط القوة في تصميم و تشكيل الفراغات العمرانية بمنطقة الدراسة (ميدان رمسيس-شارع كلوت بيك-ميدان العتبة- شارع عماد الدين)