القبيلة بين حماية الفرد و التخلي عنه

Abstract AR

إن الثنائيات تتمحور داخل حياة الإنسان مؤثرة على مشاعره المتعددة بدءا من تفاصيل الحياة اليومية ثم انتهاء بما أقره القرآن الكريم، منها ثنائيات خاصة و منها عامة فمن هذه الثنائيات في حياة الإنسان و لاسيما الشاعر، فهذه الثنائيات تشكل بوصلة تمكنه من اختيار طرف دون أخر على وفق وجهة نظره، و مقدار الوعي الذي يكتنف تفكيره، و هذا الوعي قد يقترب من هذه الثنائية أو تلك.

إن الثنائية بأبسط مفاهيمها هي مساحة من الحرية تعطي للفرد، ليتخذ قراره و يتحمل كافة نتائجه من الناحيتين السلبية و الإيجابية، فهي ليس حرية مطلقة لكن لها تبعات مترتبة و مختلفة على أساس هذا القرار الذي يتخذه الإنسان بإرادته أو تعرضه لمؤثر خارجي يكون هو السبب اتخاذ قراره.

فالشاعر الجاهلي ليس بعيدا عن هذا السلوك فهو في صراع دائم مع كثير من الثنائيات التي تحاول جذبه إلى خانتها، فثنائية الحماية و التخلي عند الشعراء الصعاليك أخذت صداها و شكلت معظم أشعارهم التي تدور حول القبيلة و نظامها و تقاليدها، فالشعراء الصعاليك منهم من خرج عن القبيلة جبرا أو بإرادته فتخلت عنه و منهم من بقي تحت سطوتها و حمايتها.

فتعرض الشعراء الصعاليك للظلم و الحرمان و الفقر فكان هذا السبب المباشر لخروجهم عن قبائلهم و تخلي قبائلهم عنهم أو منهم من خلع بسبب جريرة ارتكبها.