الموارد المائية المتاحة في العراق وبوادر شحة المياه

Abstract AR

تعد المياه من أهم الموارد الطبيعية في المناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف كالعراق، لأنها تتحكم بتوزيع السكان و نشاطاتهم الاقتصادية و بخاصة الزراعة، وهي بذلك أهم مرتكزات الأمن الغذائي و الأمن المائي الوطني، أن تفاقم مشكلات المياه و تزايد الطلب عليها، ناتج عن النمو السكاني و تزايد متطلبات التنمية الاقتصادية فضلا عن التغيرات المناخية بالاتجاه السلبي، و كذلك مشكلات تلوث المياه إلى حدود كبيرة جعل بعض مصادرها غير صالحة للاستعمال البشري.

يثير سد اليسو التركي المزمع إقامته على نهر دجلة جنوب تركيا مخاوف كثيرة للعراق لأنه سوف يتحكم بكميات المياه الواردة إليه بعد الانتهاء مباشرة من تنفيذه، إذ سينخفض وارد نهر دجلة من (20.93) مليار م³/سنة إلى (9.7) مليار م³/سنة كما سيعاني العراق من انخفاض كبير في إنتاج الطاقة الكهرومائية بسبب تأثر محطاته الواقعة على نهر دجلة التي سيتعذر عليها أمداد المصانع و محطات الضخ وبقية المؤسسات الأخرى بما تحتاجه من طاقة ضرورية لتشغيلها، و من هذا المنطلق يتوجب على الحكومة العراقية و صناع القرار السياسي بالتحرك السريع لمواجهة هذه العواقب المحتملة، و إلا فأن الكارثة ستقع لا محال عندما يأتي موعد إملاء خزان السد لان الموارد المائية في العراق تعاني من التراجع المستمر جراء تناقص معدل التصريف السنوي لنهري دجلة و الفرات.