الفلسفة الرقمية : بين تحديات الواقع و ممكنات المستقبل

Abstract AR

من هنا فإذا كان العلم و التكنولوجيا من أهم دعائم و أسس و متطلبات التنمية الإنسانية المستدامة.

و كان للعلوم و التكنولوجيا دور أساسي في التعرف على التحديات الاجتماعية و الاقتصادية و البيئية المتعاظمة وفي التعامل معها من خلال إيجاد الحلول العلمية و تطبيقها، فإنه لا يمكن لهذه التنمية أن تتحقق دون إطار أخلاقي يوجه العلم و التكنولوجيا التوجيه الصحيح كعامل أساسي و محرك محوري يساعد على تحقيق التنمية الإنسانية المستدامة و يبعده عن التوجهات و الممارسات غير الأخلاقية أو الضارة بالإنسان و البيئة المحيطة.

ما نعنيه بتوجيه الأخلاقيات للعلم و التكنولوجيا الوجهة الصحيحة هو انتباه المشتغلين بالعلم لمسؤولياتهم الأخلاقية (الحكومات، المؤسسات و العاملين في مجال العلم).

و عت مصر منذ أكثر من ربع قرن أهمية صياغة المسؤوليات الأخلاقية في مدونات أخلاق codes of ethics، إلا أن معظم مدونات الأخلاق التي ظهرت، على المستوى القومي أو المؤسسى، و كانت في مجال العلوم الطبية و البيولوجية، ولم تكن لها الفاعلية المطلوبة.

فإذا ما انتقلنا للعلوم الاجتماعية، فإنه على الرغم من أن البحث العلمي في العلوم الاجتماعية غالبا ما يتم في كثير من مناطق العالم دون مراجعة أخلاقية، و ليس في مصر أو المنطقة العربية فقط.

فإن الوضع الحالي للعلوم الاجتماعية في المنطقة العربية يبرر بشكل كاف وجود مواثيق أو ضوابط أخلاقية للبحث العلمي في هذا المجال، إلا أننا لا نجد هذه الضوابط بشكل كاف.