معركة بروزه Preveze (945هـ -1538)‎ و الخلفية الفلسفية في تطوير البحرية العثمانية

Abstract AR

يعتبر انتصار البحرية العثمانية في معركة بروزه Preveze 1538 م بقيادة خير الدين بربروس جنوب غرب اليونان نقطة تحول كبيرة في تاريخ الصراع المسيحي العثماني، كان من أهم نتائجها تحكم العثمانيين في سياسة البحر الأبيض المتوسط لمدة ثلث قرن، و أثبتت القوات البحرية العثمانية يومئذ للعالم تفوقها العسكري و البحري على الدول الأوروبية التي أصبحت عاجزة عن مجابهة الأسطول العثماني منفردة، الأمر الذي أدى بها إلى عقد اتفاقيات التهدئة و الهدنة مع الدولة العثمانية من أجل المحافظة على مصالحها.

و بالرغم من أهمية هذا الحدث السياسي و العسكري في تاريخ البحرية العثمانية إلا أن المؤرخين المعاصرين و المهتمين بالدراسات العثمانية على الأقل-في العالم العربي-يمرون عليه مرور الكرام دون تريث من أجل الوقوف على تحليل الأسباب الموضوعية و النظر في العوامل السياسية التي أدت إلى هذا التفوق البحري المدهش، فجاءت كتابة هذا المقال استجابة لتدارك هذا النقص من أجل رفع الغموض الملتف حول هذه الموقعة من جهة، و بيان سياسة السلطان سليمان القانوني في تطوير أداء مؤسسات الدولة من جهة أخرى ولاسيما القوات البحرية التي كانت محور التوسع في الفتوحات العثمانية في شقها البحري و السهر على تحسين أدائها والوصول بها إلى أعلى درجة التقدم العسكري البحري، و كان السلطان سليمان القانوني موفقا إلى حد كبير في قراراته التي اتخذها على مستوى القيادة في القوات البحرية التي غيرت مجرى التاريخ في سياسة البحر الأبيض المتوسط بقيادة الداهية خير الدين بربروس و التي في تقديري لا ينكرها إلا جاحد أو مكابر