قراءة في التطور التاريخي لحيرة الشارقة حتى نهاية القرن التاسع عشر

Abstract AR

إن دراسة "ملامح الحيرة في الشارقة عبر التاريخ حتى عام 1900 م" هو جزء من رسالة الماجستير تحت عنوان "الحيرة و دورها الفكري و الثقافي في الشارقة" و يعد موضوعا تاريخيا مهما جدا، الهدف منه التركيز على إبراز أهمية الحيرة جغرافيا و تاريخيا و الإشارة إلى أن معظم المصادر التاريخية الحديثة لم تدرس أو تتطرق إلى ملامح الحيرة أو أنها-على قلتها-فقد أغفل ذلك التاريخ كثير من الباحثين لعدم مقدرتهم في تتبع و تدوين و رصد تاريخ الساحل المتصالح الذي عرف فيما بعد بدولة الإمارات، و التي كانت تقع في فترة ما قبل الاتحاد تحت حكم عمان التاريخية، حيث كانت تشكل امتدادا جغرافيا بين الإمارات و عمان، و انتهت في بداية العقد السابع من القرن العشرين، و ذلك بانقسامها ما بين مسقط و عمان، و التي غير اسمها إلى سلطنة عمان بينما إمارات الساحل، تبدل اسمها إلى (دولة الإمارات العربية المتحدة).

لقد أثبت البلدانيون في كتبهم كالمقدسي و المسعودي و ابن خرداذبة و ياقوت الحموي، أن مرسى السبخة، هو النقطة التي تتوسط ما بين جلفار و قطر مرورا بالبحرين، و بعد تمحيص دقيق توصلنا بالأدلة إلى أن ميناء السبخة هو ميناء فشت الحيرة و خور الشارقة، فاكتسبت أرض السبخة الإماراتية التي أشار إليها ابن خرداذبة أهمية استراتيجية كبيرة في القرن 4 ه/ 10 م.

و استمر أهل الإمارات يتصدرون تجارة الشرق إلى أن جاء البرتغاليون للسواحل الخليجية في بدايات القرن السادس عشر، و قاموا بنهب المدن الخليجية و حرقها و تنظيم مجازر جماعية لأغلب سكانها كي ينشروا الرعب في قلوب سكان المدن الأخرى و ترتدع عن التفكير عن مقاومة حملته.

إن دور حيرة الشارقة الحيوي الهام غير معالم الواقع الحضاري لمنطقة إمارات الساحل، حيث لعب التجار و المثقفون دورا استراتيجيا في النهضة التعليمية، و حدثت نقلة نوعية جعلت من حيرة الشارقة مع مطلع القرن العشرين منارة للحياة الفكرية و الثقافية، فكان من واجبي كدارس لعلم التاريخ، أن أضيف مادة علمية و تاريخية جديدة إلى ما سبق من دراسات، و إخراج كتاب تاريخي يحمل بصمات جامعة الشارقة و صبغتها الأكاديمية.