المقاربة البينية و تعليمية المعارف الانسانية : حقل تعليمية اللغات أنموذجا

Abstract AR

إن أدنى تأمل في تشكل المعرفة الإنسانية في تاريخها الطويل يهديبكل يسر إلى أن الحدود بين المعارف و العلوم الإنسانية حدود وهمية بالنظرإلى صلة المعرفة بالفكر البشري، إذ إن المعرفة في بعدها الإنساني معطى عقلي متجانس في بنيته، يتميز بالوحدة و الكلية و الشمولية.

و إن كانت مؤسسات إنتاج المعرفة و تحويلها اعتمدت الأنساق التخصصية التي تقتضي التفرد و الاستقلالية، فهذا الإجراء التفكيكي للمعرفة الذي أضحى سائدا في المؤسسات التعليمية و العالمة لا يعدو أن يكون في واقع الأمر إجراء تنظيميا ليس إلا، من أجل تيسير تعليم العلوم و المعارف و تعلمها، و تنميطها في أنساق معرفية يمكن نشرها و نقلها من جيل إلى آخر، فالعلوم الإنسانية جوهريا و مبدئيا تتكامل معرفيا، و تتقاطع منهجيا، لتشكل في عمقها وحدة المعرفة و شموليتها التي تعكس وحدة العقل البشري.