استخدام أنشطة الفنون التعبيرية لتنمية مهارات النظافة الشخصية لدي أطفال التهيئة الملتحقين بمدارس التربية الفكرية

Abstract AR

تعد مشكلة الإعاقة العقلية من التحديات التي تواجه المجتمعات؛ لذلك بدأت توليها مزيدا من الاهتمام، فتغيرت نظرة المجتمع لذوى الإعاقة العقلية؛ حيث كانت النظرة القديمة تري أن هذه الفئة من الأطفال لا يرجى من ورائها الأمل، وأن محاولات تعليمهم و تأهيلهم هي مجرد جهود ضائعة.

و من مؤشرات قياس حضارة الأمم و ارتقائها في سلم التقدم اهتمامها بتربية الأجيال الصاعدة من أطفالها، و يظهر هذا بوضوح في مدى العناية و الرعاية التي توليها لفئات ذوى الاحتياجات الخاصة، و أيضا في توفير إمكانات تحقيق النمو الشامل لهم في جميع النواحي في حدود قدراتهم، و إعمالا لمبدأ تكافؤ الفرص، حتى يؤدى كل منهم دوره في خدمة الوطن مهما كان حجم إسهامه في ذلك(تهاني منيب، 2008، 114).

فقد أكدت العديد من الدراسات على أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل باعتبارها فترة تكوينية توضع فيها البذور الأولى لشخصيته و تتكون المفاهيم و الاتجاهات و أيضا فهي مرحلة تأسيسية تبنى عليها مراحل النمو الآخرى(Abravanel، 2005، 23).

و تؤكد أمل الهجرسي(2008، 5) على أن عدد الأطفال ذوى الإعاقة العقلية في مصر لا تقل نسبتهم الإجمالية عن(3% ) تزداد بانخفاض المستوى الاقتصادي و الثقافي، ففي الأحياء الراقية و المستوى المعيشي فوق المتوسط تقع بين(3 – 3، 3% ) بينما وصلت إلى(7% ) في بعض الأحياء المصرية الفقيرة ذات الكثافة السكانية العالية، و هذا يعنى أن عدد المعاقين عقليا في مصر لا يقل عن المليونين و هو عدد لا يستهان به.

و لقد نادت منظمة حقوق الإنسان بأن التعليم من أجل الجميع Education for all، و تؤكد علي أن كل طفل له الحق في التعليم النوعي المناسب له؛ ليحترم شرف و كرامة الإنسان.

(United Nations Children’s Funds، 2007، 1) كما ينبغي أن يحصل جميع الأطفال علي تعليم نوعي و مستوى عال يقابل الاحتياجات الخاصة لكل طفل أيا كانت المشكلة التي يعاني منها.

((Avoseh، M، 2006، 234 و تمثل مهارات الرعاية الذاتية إحدى مهارات التعلم الضرورية بالنسبة لذوي الإعاقة حيث تمكنهم من الاستقلال النسبي عن ذويهم، و تعد في مجال رعاية الأطفال ذوي الإعاقة العقلية مصدرا مهما للأهداف التي نحاول تحقيقها مع هؤلاء الأطفال من خلال البرامج و التدريبات و الأنشطة المختلفة التي نوجهها إليهم، فمن الضروري للطفل أن يؤدي مهام حياته العادية خلال اليوم الذي يعيشه بقدر من الكفاءة و القدرة التي تجعله لا يشعر بالقصور أو الفشل أو الإحباط(على مسافر، 2010، 9).

لكي تقوم التربية بدورها تجاه تربية النشء تربية صحية ينبغي أن تشجع الأطفال علي الاهتمام بالنظافة الشخصية و نساعدهم علي ممارستها لان النظافة و المظهر الشخصي مثلها كمثل أية عادة يجب أن تتقن لممارستها بشكل جيد(Bennetil، Jip، Peko، M.

A، HaretineJih، 2000.14).

و ذكرت سالي سميث(2005، 13) أن قضية الفنون كتعبير عن النفس و تدريب علي الخبرات البشرية؛ حيث إنها لا تدعم فقط الأحاسيس، و لكنها تثير المشاعر القوية، و تحدث النشاط القوى جدا في العقل، و لقد أرادت أن يتم التفكير في الفنون كشيء مؤثر كجزء لا يتجزأ من كفاءة التربية، كما أن الفنون تساهم للوصول إلى الحد الأقصى للنمو للكائن البشرى ككل.

و تعد الأهداف التربوية للأطفال ذوي الإعاقة العقلية بوجه عام هي نفس الأهداف التي ترسم لجميع الأطفال.

فالواجب أن يتعلموا شأنهم في ذلك شأن الأطفال الآخرين، بقصد الإفادة إلى أقصى حد ممكن من قدراتهم و إشباع حاجاتهم و للوفاء بالمطالب التي يرتضيها المجتمع(عبدالرحمن سليمان، 2014، 106).