برنامج مقترح قائم على لعب الأدوار في تنمية مهارات المبادرة التفاعلية لدى أطفال الروضة

Abstract AR

تسعى الدول و المجتمعات إلى تحسين مستوى التعليم لأبنائها، مستخدمة طرائق و أساليب متنوعة و نظريات و بحوثا تربوية، مستفيدة من تجارب بعضها لتطوير مناهجها، بما يواكب التطور العلمى و المعرفى، و استخدام البرامج التعليمية، و طرائق التدريس المتعددة، لرفع مستوى تحصيل التلاميذ، و تنمية قدراتهم العقلية و المعرفية، و تعديل بعض أنواع السلوك.

و من هذه الطرائق و الاستراتيجيات، طريقة لعب الأدوار التى تتيح إعطاء أدوار للمتعلمين، تتناسب مع طبيعة المادة الدراسية، و يتبادلون هذه الأدوار فيما بينهم، يتقمصون الشخصيات التى يؤدون أدوارها، و تشجعهم على الجرأة و الطلاقة في التعبير، و تساعد في حل الكثير من الاضطرابات السلوكية، و تنمية قدرتهم على طرح الأسئلة، و تقييم العمل في نهاية الموقف التعليمى، كل ذلك يؤدى إلى نتائج ايجابية على المردود التعليمى و التربوى للمتعلمين.

( خالد محمد، 2016: 2).

و يطلق أحيانا على لعب الأدوار اللعب التمثيلى، حيث يقوم الطفل بتمثيل العديد من الأدوار مثل دور ( الأم ـ الأب ـ المحامى ـ الطبيب ـ المعلمة ـ الضابط.

.

.

.

.

.

.

الخ) و يتم ذلك داخل حجرة الدراسة و بملابس الروضة بصورة تلقائية، و تعطيهم هذه الأدوار فرصة للتعبير عن أرائهم تجاه الأخرين، أو الشخصيات التى يقومون بتمثيل أدوارها، و هذا يساعد في الكشف عن مشاعرهم و دوافعهم و انفعالاتهم، من خلال تقمصهم للشخصيات التى يقومون بتمثيل أدوارها.

( عبد الرحمن العنزى، 2003: 53 )
و تعتبر مرحلة الطفولة هى بحق الأساس لشخصية الإنسان و حياته، لأنها فترة من أهم فترات حياة الإنسان بل هى الدعامة الأساسية التى تقوم عليها حياته النفسية و الإجتماعية و المستقبلية، فالأطفال هم مستقبل الأمة و قلبها النابض، فأطفال اليوم هم شباب الغد و رجال المستقبل، فلابد من الاهتمام بالأطفال ورعايتهم على أكمل وجه ليس فقط من جهة الأسرة و الروضة بل من جهة المجتمع بأكمله.

(مشيرة فتحى، 2013: 8)
كما أن الطفل في هذه المرحلة يكون مرن قابل للتغير و التأثير من قبل الآخرين، و على قدر أهمية هذه المرحلة فإنها أيضا مرحلة مؤثره، فالطفل نتاج لكل ما يقدم له من قبل الوالدين، و الأقارب و الأصدقاء و الثقافة و العقيدة و الروضة، ولما للمجتمع من متطلبات و تكنولوجيا.

فيجب أن يكون طفل اليوم ليس كطفل الماضى، و حتى يستطيع أن يتفاعل بإيجابية و يكون علاقات اجتماعية ناجحة يمكن تنمية مهاراته للمبادرة التفاعلية حيث أن ذلك يعيد للطفل توازنه مع نفسه و مع الآخرين إلى أن يصلا بالطفل إلى جودة الحياة.

( حنان العنانى، 2007م: 61)
و تتعدد المهارات في أنماطها و أنواعها، و تتنوع في خصائصها و محدداتها بوصفها أنماطا من السلوك المقبول و المطلوب.

وقد حظيت المهارات ذات الصلة بالآخرين منها باهتمام خاص.

و تتمثل في أنماط من المهارات تتضمن أساليب حسن التصرف في المواقف عند التعامل مع الآخرين، كالمهارة في التواصل والتوكيد و التعاطف وحل المشكلات البيئية.

و تعرف مثل هذه المهارات بـ " المهارات الاجتماعية "، و يطلق عليها بعض المشتغلين في دراستها مهارات التفاعل أو المهارات البيئية، و تعد هذه المهارات الاجتماعية ذكاء لأنها تتطلب من الناس توظيف معارفهم الاجتماعية، و قدرة الفرد على توظيف معارفه ينبئ عن فطنة و ذكاء.

وقد أشار إلى أن هذه المهارات تنشأ تلقائيا بوصفها نتاجا لما يعرف بالإحساس العام، غير أن الناس ليسوا و اعين بالمسائل الصغيرة اللازمة لارتباطهم بالآخرين.

و من ثم كان التعرف و التدريب عليها مطلبا شخصيا و حاجة اجتماعية.

( دخيل بن عبد الله، 2014: 7)