الزمن السردي في عبقريات الخلفاء الراشدين للعقاد

Abstract AR

يعد النظام الزمني من أهم البنى المشكلة للخطاب السردي، حيث تساهم في تخطيب الحكاية و كسر كرونولجيتها، و ذلك من خلال المفارقات الزمنية، بوصفها تقنيات سردية اتكأ عليها الكتاب لخلخلة النظام الزمني في نصوصهم، ليتمكنوا من إشراك المتلقي في النص، و توصيل رؤيتهم إليه، هذه التقنيات هي (الاسترجاع و الاستباق) التي تضمنها عبقريات الخلفاء، حيث تشتمل على أزمنة متداخلة، إذ حرص العقاد في عبقرياته على إيقاف سيرورة الحكي بالعودة إلى الماضي حينا، أو بالقفز إلى المستقبل حينا آخر.

و تسعى هذه الدراسة للكشف عن طريقة اشتغال هذه التقنيات الزمنية (الاسترجاع و الاستباق) في عبقريات الخلفاء الراشدين للعقاد، و كيف استطاع أن يعبر بالاعتماد على هذه التقنيات عن تلك الفروقات الحاصلة بين الزمن التاريخي الواقعي (القصة)، و الزمن المتخيل (الخطاب)، و ما لهذا التكسير الزمني من تأثير على القارئ المتلقي، و كيف أسهم في بناء شخصية العبقري.

و قد جاءت الدراسة في مدخل و مبحثين و خاتمة، تناولت في المدخل مفهوم الزمان و من تقسيمات جينيت، و تناولت في المبحث الأول تقنية الاسترجاع في عبقريات الخلفاء الثلاثة، و المبحث الثاني تقنية الاستباق، و خاتمة تضمنت أهم النتائج التي انتهت إليها الدراسة، منها اعتماد العقاد في كسره لخطية الزمن في عبقريات الخلفاء على نوعين أساسيين من المفارقات هما الاسترجاع و الاستباق، و إنه ركز على الاسترجاع فيها أكثر من الاستباق؛ لكون العبقريات نص استرجاعي تاريخي، و الاسترجاع أكثر ملائمة لاستحضار الماضي من الاستباق.