نظرية الجبر الذاتي الأخلاقية عند نصير الوضعية المنطقية

Abstract AR

الإنسان وفق نظرية الجبر الذاتي مجبر عن طريق نفسه فماضيه الذي يحمله فوق ظهره هو الذي يحدد له اختيار الفعل الحاضر، لكن هذا الماضي نفسه من صنعه هو.

ومادام الإنسان مجبرا ذاتيا أي مجبرا عن طريق نفسه.

كان لزاما على صاحب النظرية-الدكتور زكي نجيب محمود-أن يفسر لنا طبيعة النفس ومن هنا شيد مذهبه على أنقاض فلسفتين تنكران وجود النفس وهما فلسفة ديفيد هيوم David Hume (1776-1711)، والمدرسة السلوكية.

ويمكن إجمال النتائج التي انتهى إليها هذا البحث في النقاط التالية: نظرية الجير الذاتي نظرية ميتافيزيقية في صميمها تكشف لنا عن اهتمام الدكتور زكي نجيب محمود بمشكلة الحرية وهذا الاهتمام لا يعني المضي في هذا الاتجاه على طول الخط فالإنسان قد يميل بقلبه نحو مواقف بعينها في تضاد مع ما يأمر به منطق العقل، وهذا ما حدث مع فيلسوفنا بدأ حياته ميتافيزيقا ثم عدل عنها حينما اكتمل تفكيره فألح على نفسه بضرورة الاهتداء بأحكام | احضان الوضعية المنطقية.

2) أن الشرط الأول لإمكان أن أكون مذنبا أو غير مذنب، أعني أن أصبح موضوعا لحكم أخلاقي، هو التشابه الذاتي: أن أكون أنا نفسي، باستمرار شخصا واحدا في هوية ذاتية مع نفسي.

3) أن نظرية الجبر الذاتي حتى وإن كانت توحي بأنها أقرب للمذهب الجبري إلا أن الدكتور زكي نجيب محمود يقف بها موقفا وسطا بين الجبر وحرية الإرادة؛ لكن هذا لا يعني الوقوف على قدم المساواة بين الطرفين بل هو أقرب للقول بحرية الإرادة.

4) أن الإنسان حر لا بمعنى حرية انعدام القانون أو الخضوع للعشوائية، لكنه حر بحرية منظمة تنظيما سببيا فالفعل الإرادي معلول وهو حر في آن معا، وهذا ما يسميه (الجبر الذاتي).