موقف الحداثيين من المعجزة القرآنية: جورج طرابيشي نموذجا عرض ونقد

Abstract AR

لقد اجتاحت العالم العربي والإسلامي المعاصر تيارات فكرية منحرفة ظهرت تحت شعارات براقة أطلقوا على أنفسهم اسم (الحداثيين) وتناولوا القران الكريم، وصحيح السنة المطهرة بما لا يليق، ومنهم (جورج طرابيشي) سوري المولد، لبناني المهجر، انتهت حياته بفرنسا.

يعالج هذا البحث موضوعات الساعة، وهو موضوع إعجاز القران الكريم، الذي يتعرض لحملات ضارية من الحداثيين وإضرابهم، وسائر الفصائل الشاردة عن طريق الحق، وذلك لأن الإقرار بالمعجزة القرآنية يلزم الجميع باتباع كل ما في القرآن من عقائد وآداب وشرائع ونظم.

مشكلة البحث: تكمن في الإجابة عن التساؤل الرئيس ما موقف الحداثيين ومنهم جورج طرابيشي من المعجزة القرآنية؟ ومن خلال هذا التساؤل تبرز مجموعة من الأسئلة الفرعية التي يحاول البحث الإجابة عنها، ومنها: ما مفهوم الحداثة؟ وما مفهوم المعجزة القرآنية؟ ومن هو جورج طرابيشي؟، وما موقفه من النبوة؟ ومن المعجزة القرآنية؟ وما موقف الحداثيين من توظيف المعجزة القرآنية؟ أهداف البحث: يهدف هذا البحث إلى بيان موقف الحداثيين ومنهم جورج طرابيشي من النبوة والمعجزة القرآنية، من خلال عرض ونقد شبهاته والرد على ما تضمنه فكره من سوء فهم وسوء تأويل للآيات القرآنية، وقد ناقش البحث الكثير من دعاوى جورج طرابيشي، كدعواه أن النبي بلا معجزة، وأن القرآن الكريم منتج بشرى، تشكل تاريخيا، وقوله بنسبية إعجازه، وأنه معجز للعرب فقط، وأن المعجزة القرآنية خلت من التوظيف في الواقع.

منهج البحث: استخدمت في بحثى المنهج (الاستقرائي-التحليلي-النقدي-المتكامل).، إذ قمت بجمع عدد من شبهات طرابيشي حول معجزة القرآن الكريم ودراستها وتحليلها ونقدها.

مكونات البحث: جاء هذا البحث في مقدمة، وثلاثة فصول، وخاتمة، بجانب ثبت للمصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات.

المقدمة: تضمنت أسباب اختيار الموضوع، ومشكلة البحث، ومنهج البحث، والغايات، والأهداف، ومكونات البحث.

الفصل الأول: تحديد المفاهيم.

الثاني: موقفه من النبوة، الخاتمة والقرآن.

الثالث: توظيف المعجزة القرآنية عرضا ومناقشة.

ثم الخاتمة وفيها أهم النتائج وأبرز التوصيات، ثم المصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات.

نتائج البحت ومن أهمها: توصل البحث إلى خطورة الشبهات الحداثية كونها تدعو صراحة إلى إقصاء الدين عن الساحة، وإلى تعميم التجربة الغربية على ديننا، متجاهلين الخصوصية الحضارية للأمة.

- تبين أن ما يتعلق بالحداثة، وإن لم يكن مقبولا، إلا أنه مما تجب مقابلته.

- أن زعم طرابيشي أن النبي صلى الله عليه وسلم بلا معجزة، دعوى عريضة، وقصة خيالية لم يقدم دليلا عليها.

- بدا واضحا اعتقاده استحالة المعجزات عقلا، إذ لا عبرة بكل كلامه دون هذا الأصل.

-ثبت أن القرآن الكريم هو الحق من ربنا، وفيه كفاية لإزهاق الباطل، وإماتة الشبهات، ومنها شبهات طرابيشي.

أبرز التوصيات: ضرورة مقابلة الفكر الحداثي من غير تهيب منه، أو تخوف، ومن ثم فإن التساهل معه تكون له نتائج سلبية، قد لا تحمد عاقبتها.

- ضرورة قيام دراسات علمية حول الفكر الحداثي الاستغرابي، والاستشراقي، من حيث إنهما ينتجان ما يسعى لتشويه صورة الإسلام، ويعمل ضده باستمرار-تكوين لجان علمية من المفكرين المسلمين تهتم برصد الظاهرة الحداثية من جميع جوانبها، وتعمد إلى مناقشتها، والتنبيه على زيفها، - العناية بدراسة جوانب الإعجاز في معجزة القرآن الخالدة، حتى نكشف للعالم جوانب الإعجاز القرآني في النفس والبدن، والأسرة والمجتمع، والقانون والسياسة واللغة، وفي الأرض والسماء والفضاء والعمران.