استخدام بريطانيا للحمام الزاجل في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)‎

Abstract AR

لعب الحمام الزاجل دورا حيويا في الاتصالات خلال الحرب العالمية الأولى، و استخدمته جميع الأطراف المتحاربة لإيصال رسائل هامة، و هو ما أدى إلى انتشاره بشكل واسع في الدوائر العسكرية الأوروبية.

حيث استخدم في نقل المعلومات عندما لم تكن طرق الاتصال الأخرى المتاحة آنذاك ممكنة، و استخدم في البر و البحر، و بعضها سافر لمسافات طويلة تحت ظروف خطرة، لإيصال رسائل مهمة إلى القيادة العامة أو المقرات المرسلة لها.

و أثبت أنه الوسيلة الأسرع الموثوق فيها في إرسال الرسائل، نظرا لغياب أنظمة الاتصال الصناعي التي لازالت عديمة الثقة و يمكن اختراقها.

وتعود أهمية البحث إلى كشف النقاب عن مدى مساهمات الحمام الزاجل جنبا إلى جنب مع الجندي في الحرب العالمية الأولى، خاصة وأن استخدام الحيوانات في الحروب لم ينل الاهتمام الكافي من الباحثين، حيث تمثل موضوعات التاريخ البشري جانبا ضخما من اهتماماتهم بوجه عام، في وقت لم تستأثر فيه الحيوانات ببعض هذا الاهتمام، بالرغم من دورها الذي لا يمكن إغفاله في خدمة الإنسان على مر العصور التاريخية.

وتدور أهداف البحث الرئيسة حول دراسة موقف بريطانيا من الحمام الزاجل في بداية الحرب، و تحليل الأسباب الكامنة و راء استخدام بريطانيا له، و الاستعدادات البريطانية حكومة و شعبا لاستخدامه في الناحية العسكرية، مع إيضاح الدور الذي قدمه لبريطانيا في الحرب العالمية الأولى، مع تتبع استخدام القوات البريطانية له فوق الأراضي الفرنسية.

ومن هذا المنطلق فإن مشكلة البحث تدور حول استخدام الحمام الزاجل في الحرب العالمية الأولى، التي شهدت مشاركة الحيوانات للإنسان في ظل الثورة الصناعية التي بدأت في بريطانيا منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر، و امتدت إلى باقي أنحاء أوروبا.

و سأقتصر البحث على استخدام بريطانيا له أثناء الحرب.