سؤال القيم بالمدرسة المغربية بين ثنائية إكراه الخضوع للمحلي و ضرورة الالتزام بالكوني

Abstract AR

في هذا العمل نحاول بيان المفارقة الكبيرة التي تعيشها المؤسسة المدرسية، خصوصا في مجال التربية على القيم.

فمن هيث المبدأ، يبدو أن المدرسة - بوصفها مؤسسة تعنى بتوبية النشئ، وهي المجال الأول لممارسة التربية على القيم - يجب أن تتسم بالحياد إزاء المواقف واللإيديولوجيات، لكنها في الواقع هي مؤسسة تابعة للدولة التي تنتمي إليها وكأي دولة في العالم، فالدولة المغربية لها سياسامها التي تسير بها الشؤون العامة، وإيديولوجيتها التي تحكم بها وقوانينها التي تفرض بها سلطتها.

فكيف يمكن لمؤسسة تابعة لها أن تنذع إلى القيم "الكونية" وهي محكومة وخاضعة لضرورات "محلية"؟ إن الذين يشتغلون في المدرسة (المدرسون أولهم) هم كذلك لهم إنتماءامهم (وهذا حقهم طبعا)، وأثناء ممارستهم ( "مهنة" التدريس حتما ستؤثر فيهم مواقفهم الشخصية، حتى إن إدع هذا الفاعل أنه محايد.

لذا يبقى السؤال هو: كيف لمن يشتغل بمثل هذه المؤسسة أن يلتزم - أخلاقيا - بمبدأ الحياد، وهو الذي من هقه أن يدافع عن مواقفه؟ قد يدعي «الالتزام بالحياده لكن هل يمكن تحقيق مضمون هذه العبارة التي يبدو أنها تحمل تناقضا كبيرا؛ إذ كيف للمتلزم أن يكون محايدا، وكيف لمحايد أن يكون ملتزما؟ أليس في الالتزام بالكوني "خيانة" للوطن، وفي الاكتفاء بأداء الوظيفة "خيانة للقيم الكونية.

ألا يعني هياد الفاعلين داخل المؤسسة تقصير في دور المدرسة نفسها؟ أليس هذا هو عين التقصير في دوره كفاعل ومسؤول أمام من يدرسهم وأمام ما يؤمن به من قيم، وأمام القيم الكونية؟ هي واحدة إذن من المتناقضات التي تحملها المؤسسة المدرسية؛ فهل من الممكن حل هذه المتناقضات؟