التواصل أثناء الوباء : وظائف وسائل الإعلام على ضوء التعارض بين حرية التعبير و سياسة الإغلاق

Abstract AR

تهدف هذه الدراسة إلى فهم الآثار الناجمة عن السياسات الحكومية التي اتخذتها الدول أثناء انتشار و باء كورونا (كوفيد 19)، و من هذه السياسات حددنا سياسة الإغلاق العام بسبب ارتباطها بالحياة اليومية و تأثيراتها الواضحة على المؤسسات الاقتصادية و الاجتماعية و منها المؤسسات الإعلامية، وهي المتغير الثاني في هذه الدراسة.

إذن يتمثل هدفنا في فهم كيف أثر جزء من الوباء (وهو سياسة الإغلاق) على جزء من المجتمع و هو وسائل الإعلام (كمؤسسات و كصحفيين) في إطار العلاقة بين الإعلام و السياسة، هذه العلاقة التي نرى منذ البداية أنها تتحكم في ترتيب أواويات الوظائف الإعلامية، وكيف أن اختلال هذه الوظائف على السياسة العامة الموضوعة لمكافحة الوباء من جهة و يؤثر على الاتصال العام في المجتمع من جهة أخرى، منهجنا الكيفي الذي يعتمد على فهم الباحث لحيثيات الموضوع من خلال خبرته في معايشة الحدث بعد تعرضنا بشكل مستمر لمضامين كثيرة و متنوعة من وسائل مختلفة سيسمح لنا بتعريض الموضوع لمساءلات كثيرة بغية تحقيق فهم شامل و عميق لمسألة العلاقة بين الإعلام و السياسة و الوباء، ما نريد كشفه بالضبط هو هل كانت الحكومات تتقصد إلحاق الضرر بوسائل الإعلام مستغلة ظروف الوباء.

و على هذا الأساس فإن هذه الدراسة تنتمي إلى المقاربات النوعية التي تبحث عن المعاني و الدلالات المشتركة بين خبرة الباحث و أدبيات الظاهرة المبحوثة.

وهنا نحيل القارئ إلى الهدف من هذه الدراسة بأنها تعمل من خلال التفكير المنهجي القائم على دراسة الظواهر من ناحية، و تحليل الواقع (وفقا لتفسير النظريات الوظيفية) من ناحية أخرى، إلى فهم أعمق للروابط المتعددة بين الإعلام و النظام السياسي، و سياسات الشد و الجذب بين الطرفين في الحالات الطارئة