الفرجة في التراث العربي

Abstract AR

تنوعت أشكال الفرجة في التراث العربي و مثلت عنصر إثراء للحياة الثقافية و الدينية و الاجتماعية لدى العرب .و منها أنشطة الرقص التي شهدت رواجا و انتشارا كبيرين لغايات ترفيهية جمالية أو لإنجاح طقوس التعبد .و لا يخفى على أحد أيضـا مـا كـانت تتميز به المجالس الأدبية التي تنعقد في الأسواق من طابع فرجوي أصيل ، فقد كان الأدباء و تحديدا الشعراء يأتون من كل صوب و حدب يتبادلون الأشعار و القصص و الحكايات و المعارف و في جو مفعم بالحيوية و الإبداع ، فنحن إزاء مهرجان يجذب إليه الرواد و يلبي رغبتهم في التثقف و المتعة ،و لعل سوق عكاظ هو أشهر أسواق العرب الفرجوية .و على غرار الفنون الأدبية انتشـرت أنشـطة غنائية أقبلت عليها العرب بمختلف طبقاتها و أجناسـها ، و تعددت المجالس التي تضـم المغنين و قد امتزجت فيها الموسيقى بالشعر و الرقص امتزاجا فريدا فكانت النتيجة لوحة فنية رائعة.

و يجدر الإشارة إلى أن الفرجة لم تكن كما يعتقد و يروج في صدام مع الدين و متعارضة مع و مقتضياته و متطلباته ، فأحاديث و أخبار عديدة تروى عن النبي و صحابته تؤكد عمق الصلة بين الفرجوي و الديني و قد سبق أن أشرنا إلى ما تتميز به طقوس التعبد من طابع الفرجة ، و يمكن القول أيضا إن شخصيات عربية لها خلفيات دينية أقرت بمشروعية الجانب الفرجوي و أدواره المهمة ، و لعل إقبال بعض الصحابة على المجالس الغنائية خير دليل ذلك ، بل إن ، و الرسـول نفسـه انخرط في الحياة الفرجوية و هو القائل في حديث : " أريحوا النفوس سـاعة بعد ساعة ، فإن النفوس إذا كلت عميث ." في النهاية نقول إن الفرجة قديمة قدم العرب تمثل مكونا أسـاسـيا للموروث الثقافي و الديني العربي.

و لئن تنوعت أشكالها و أفضيتها فإن الهدف منها كان التعبير عن الذات العربية.