زواج النبي (صلى الله عليه و اله)‎ من السيدة زينب بنت جحش بين مرويات ائمة اهل البيت (عليهم السلام)‎ و افتراءات المستشرقين

Abstract AR

من النساء اللواتي كان لهن شرف الاقتران بالرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله) هي السيدة زينب بنت جحش فأضحت بذلك الزواج اما للمؤمنين جميعا في كل زمان و مكان و قد قال الله تعالى : (اللبن أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) ، (سورة الاحزاب، (6)، وزاد هذا الزواج المبارك شرفا بان جاء يوحي اللهي ونص قرآني بقوله تعالى : (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها)، سورة الاحزاب، (۳۷)).(فنالت بذلك قصب السبق في هذه الفضيلة على غيرها من نساء النبي (صلى الله عليه واله).

الا انه و على الرغم من هذا الزواج المبارك فقد تعرضت الروايات الواردة عن هذا الزواج الى اخذ ورد بين علماء المسلمين الذين اعتمدوا على الإسرائيليات ودونوها في كتبهم والتي تقدح بعصمة النبي (صلى الله عليه و اله) و شخصيته العظيمة، ثم جاء المستشرقون الذين دأب الكثير منهم الى تشويه الحقائق الاسلامية وتلقف الاخبار الضعيفة والموضوعة والمبعثر في كتب التراث الاسلامي والعمل على اظهارها ونشرها هدفهم بذلك محاربة الاسلام والنيل من قداسته، و الحط من مكانة الرسول الكريم (صلى الله عليه و اله) فاطلقوا لأقلامهم العنان حتى صوروا رسول الله (صلى الله عليه و اله) بالرجل الشهواني الذي يستحوذ على قلبه وكيانه جمال النساء ومظاهر الزينة ومناع الحياة الدنيا عن طريق تلك الروايات الضعيفة أو المكذوبة المدونة في كتب بعض علماء المسلمين.

و قد تصدى ائمة أهل البيت( عليهم السلام) لتلك الروايات المكذوبة على النبي (صلى الله عليه و اله) وصححوا المسار و أوضحوا الغاية من ذلك الزواج الذي خفي عن الكثير من علماء المسلمين ليكونوا بذلك حصنا أمينا للدفاع عن سنة النبي (صلى الله عليه واله) في مواجهة الروايات الكاذبة و المندسة التي حاولت أن تقدح بشخصية النبي الأكرم (صلى الله عليه و اله).

تكونت هذه الدراسة من ثلاث مطالب استعرض المطلب الأول لروايات المؤرخين والمفسرين بخصوص زواج النبي (صلى الله عليه و اله) من السيدة زينب بنت جحش و ما رافق هذا الزواج من احداث، فضلا عن زواجها الأول من الصحابي الجليل زيد بن حارثة، فيما تناولنا في مطلبه الثاني دور المستشرقين في توظيف تلك الروايات لضرب الاسلام و قداسته من خلال الحط من شخصية النبي (صلى الله عليه واله)، اما في مطلبه الاخير فقد استعرض الروايات ائمة اهل البيت(عليهم السلام) و دورهم في مواجهة الإسرائيليات.

و في الأخير خاتمة استعرضنا فيها لأهم النتائج التي توصلنا فيها لدراستنا لتلك الدراسة.