السبك في كتاب بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية: دراسة في ضوء علم اللغة النصي

Abstract AR

/strong> الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين و خاتم النبيين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، و بعد.

.

فقد حظيت كتب اللغة و التفسير و النحو عناية كبيرة من الدارسين، لأنهما أساس العلوم اللغوية و أسماها؛ فبسبب هذه العلوم تكمن الدراسة و تخرج اللغة العربية من حيز واسع إلى حيز أوسع منه، فهي أشرف اللغات و أجلها؛ لذا يجب العناية بها.

.

وقد أحتلت الدراسات النصية الصدارة بين هذه العلوم الحديثة و تطورت الدراسة لتخرج من حدود الجملة إلى حدود النص وذلك لتسهيل عملية التواصل و التفاعل بين المتكلمين، وذلك من خلال سبعة معايير هي: السبك، و الحبك، و القصدية، و المقبولية، و الإعلامية، و الموقفية، و التناص.

و من ثم فقد شغلت ظاهرة التماسك النصي العلماء على مر العصور على اختلاف تخصصاتهم و اتجاهاتهم فقد اعتنى بها المفسرون و القدماء و النقاد و المحدثون عندما جعلوها معيارا للمفاضلة و اعتبروها من أهم الأسس الفنية لنقد النص.

و لكن هذا لا يعني أن نحو النص بديل عن نحو الجملة و لا يغني عنه لأن نحو الجملة يتعامل مع النواة الأساسية للنصوص، و نحو النص ينطلق إلى التركيبات اللغوية و مدى التماسك و الترابط و الانسجام بينهما.