الحق في الأمن الأسري بين إشكاليات العنف وضرورات الحماية الدولية : دراسة للجهود الدولية للحد من ظاهرة العنف الأسري

Abstract AR

تصف تقارير وسائل الإعلام سلسلة مستمرة من العنف المنزلي، و التي قد تصل إلى حد جرائم القتل، و التي تودي بحياة الضحية التي قد تكون رجلا، أو امرأة، أو طفلا، أو شابا، وفي بعض الأحيان قد يكون مسنا.

و إن الأسرة هي نواة المجتمع، فإن صحت الأسرة صح المجتمع بأسره.

و الأسرة جماعة اجتماعية صغيرة، تتكون عادة من الأب و الأم و واحد أو أكثر من الأطفال، يتبادلون الحب و يتقاسمون المسؤولية، و تقوم بتربية الأطفال حتى يمكنهم من القيام بتوجيهم، و ضبطهم؛ ليصبحوا أشخاصا يتصرفون بطريقة اجتماعية.

و شهد العلماء تزايدا ملحوظا لانتهاك الحق في الأمن الأسري فيما يسمى بظاهرة العنف الأسري، و الذي يشير إلى الأفعال- سواء أكانت مباشرة، أو غير مباشرة - الموجهة نحو أحد أفراد الأسرة بهدف إحداث الأذى النفسي، أو الجسدي، أو اللفظي، أو الجنسي له، فلا يقتصر العنف الأسري على الإساءات الجسدية الظاهرة، بل يتعداها ليشمل أمورا أخرى كالتعريض للخطر، أو الإكراه على الإجرام، أو الاختطاف، أو الحبس غير القانوني، أو التسلل، أو الملاحقة، و المضايقة.

و يكون العنف عادة موجها نحو الأفراد الأضعف في الأسرة، وهما المرأة و الطفل، و يشمل العنف الأسري عنف الزوج ضد الزوجة، أو عنف الزوجة ضد الزوج، أو ممارسة العنف من قبل الوالدين على الأبناء و العكس.

لذا تعالت النداءات الدولية لإيلاء الاهتمام بظاهرة العنف الأسري و العمل على الحد منها، فعلى الرغم من أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يذكر العنف المنزلي صراحة، إلا أنه وثيق الصلة بالحقوق الواردة في الميثاق، كما أفردت له منظمة الصحة العالمية اهتماما خاصا للعنف المنزلي، كما ربطته اليونسيف بخطة التنمية المستدامة2030، و أفردت له الوكالات النسائية بالأمم المتحده اهتماما كبيرا.