رأس المال البشري ودوره في سوق العمل الرقمي

Abstract AR

تعد الثورة الحاصلة في القرن العشرين المتمثلة بثورة الاتصالات والمعلومات التي شهدها العالم بمثابة نقلة تنموية نوعية لا تقل أهمية ابدأ عن الثورة الصناعية، حيث عدت هذه الثورة منعطفا تاريخيا في مسيرة التنمية الاقتصادية في حياة البشرية المعاصرة، حيث اخترقت القطاعات الخدمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية واخذت تغطي الجانب الاقتصادي بشكل كبير مما أعطاها وصف ثورة الاقتصاد الرقمي بحيث أصبحت الوجه المتطور من الاقتصاد التقليدي إذ اخذت كثير من دوره ولا زالت مستمرة بأخذ دوره.

فالتحول الرقمي قد دخل جميع القطاعات الاجتماعية و الاقتصادية و الخدمية يتكون التحول الرقمي من نشاطات اجتماعية و اقتصادية و تجارية و استهلاكية التي تتم بين الأفراد نفسهم أو بين الأفراد و المؤسسات أو فيما بين المؤسسات نفسها أو بين الشركات و الجهات الحكومية المختصة باستخدام التقنيات الرقمية كتقنية الذكاء الاصطناعي أو انترنت الأشياء أو تقنية "البلوك تشين" حيث هذه السلسلة عبارة عن شبكة واسعة من الحواسيب الالكترونية التي تدير اغلب الصفقات التجارية العالمية و يتم عبرها انتقال الأموال و تداول السندات بشكل انسيابي و أكثر مرونة و سهولة و لا تخضع لعامل المكان أو الزمان، و هذا بالضبط ما جعل التحول الرقمي في المجال الاقتصادي يعد مقبولا و خذ صداه على مجال واسع من العالم نظرا لسهولة التعامل عبره و مثل هذا الاقتصاد القائم على التقنيات الرقمية يعتمد كثيرا على الخدمات الرقمية القائمة على كفاءة بشرية متدربة و مؤهلة، و تنبثق أهمية رأس المال البشري كونه يسلط الأضواء على دوره في تحسين التعليم و التدريب و التأهيل من أجل رفع إنتاجية الأجيال العاملين في المستقبل، بعبارة أخرى يقيس النتائج الحالية لسياسات التعليم و الصحة على مخرجات المستقبل، و تستخدم معظم الدول مؤشر رأس المال البشري لقياس تحسن الصحة، و التعليم، و كيف يمكن تحويل الخسائر إلى أرباح إذا ما تم التصرف بسرعة و وضع سياسات تسهم في تحسين الصحة و التعليم، و زيادة إنتاجية العامل، و التغذية الجيدة، و زيادة مهارات الأفراد.