صفات الخلافة بين شرائع الإسلام و فكر الفلسفة

Abstract AR

أوضحت الدراسات أن مفهوم صفات الخلفاء قد جاءت من باب اجتهاد الحكماء الفلاسفة و الفقهاء المسلمين بعد القرن الثاني للهجرة لتقويم الحكم و الدفاع عن أصول الإسلام، و قد وردت الصفات في العلم والعمل عند الخلفاء في نطاق التدبير و العدل في الرعية، و كان مقصده في صد الخارجين عن الدين و القانون، لكن يبدو أن بعض المصنفات و المراجع لم تخفي أن الخلافة قد أوكلت إلى أقوام بغير جدارة، و لا مفهوم بعلم الفتاوى و الأحكام.

(الغزالي، 2005م .أحياء علوم الدين : 301).

لذا جاءت فضائل الخلافة في انعطافات حادة في بعض الاحكام و المكائد في تدبير شؤون الرعية (المسعودي، 2005م.

مروج الذهب و معادن الجواهر : 52/3) .

و لا بد من الإشارة أن الإخفاق فيما تقدم في الاحكام و تدبير المكائد بالقتل عند بعض الخلفاء للاستحواذ عليها قد شجع و حفز الحكماء الفلاسفة، و الفقهاء المسلمين في أدراج العدل، و الخلق في شروط الصفات لحماية الخليفة من غضب الرعية في الانعطافات، و لا يخفى كان منهج مقتبس من الفكر الفلسفي القديم.

(الشهرستاني ، 2013م.الملل والنحل : 46/3).

الذي يستنبط فيه حماية الدين من خلال صفات الحاكم لنيل السعادة.

و قد تبين أن منهج ما خاضوا به تحت تسمية السعادة المنشودة في الدنيا لتأسيس المجتمع المثالي تحت الفكرة أعلاه، و لا سيما في شروط وصفات الخليفة، قد شكلت التناقض في التداخل و الاستدلال ما بين مفهوم الإسلام و ربطه بتصور حكمة الفلسفة، لأن السعادة كانت عند المسلمين تتجلى في الآخرة، أما السعادة عند الفلاسفة كانت تتجلى في الدنيا.( الأصفهاني ، 1319هـ .

تفصيل النشأتين و تحصيل السعادتين : 103 .( يبدو أن تصور الصفات و التدبير للحاكم في الفلسفة و بعد التضاد مع تصور التدبير في الخلافة عند الإسلام في منتصف العصر الأول للهجرة؛ بلا شك قد أدخلت منصب الخلافة في حيز ضيق جدأ بالمقارنة مع ورع، و زهد، و عدل الأمراء الراشدين لمن سبقوه، لما كانوا عليه في العفة، و القناعة، و التصون، و الشجاعة، و الصبر على الشدائد، و حرصهم على تطبيق العدل، و المساواة في المسلمين.

يلاحظ أن التصور الذي أسس في مفهوم الخلافة و تسميتها من بعد العصر الأول للهجرة قد وسع دائرة الفجوة، لما شكله من دخول تحت التضاد ما بين العلم و مفهوم المكائد بالعمل لتدبير شؤون الرعية، و يبدو أن الأمر قد خرج من حيز المعرفة لمخالفتهم الفضائل الإنسانية عند المطابقة و الالتزام مع القرآن الكريم، و صفات النبوة بالبرهان.