التعليق على نصوص قانون العقوبات العراقي: سلوك الجاني في جريمة خيانة الأمانة

Abstract AR

الأصـل فـي الإنسان أن يكون أمينـا صادقا، وحفظ الأمانة واجـب أخلاقي وديني أوصت به الشـرائـع السماوية وفي مقدمتها الدين الإسلامي الحنيف، وقد قال تعالى في مـحـكـم كتابـة العـزيـز( يا أيهـا الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وانتم تعلمون)، وقوله تعالى (الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق)(٢)، فالأمانة في ديننا الحنيف تحتل مكانة الصدارة من جملة الأخلاق والسلوك في أعلـى مراتبهـا، وأن الأمانة من اخص صفات الرسـول (صل الله عليه وسلم) فقد كان يلقب بالجاهلية بالصادق الأمين فقد كان أوفـى الناس عهـدأ وذمة، فالوفاء بالعهد خلق رفيع يدل على طهارة النفس وسموها ويكفل للفرد والمجتمع الذي يتحلى به وسائل السلام والأمانة والثقة والتعاون.

إن جريمـة خيانة الأمانة تعد من الجرائم الواقعة على الأموال، إذ لا يسغ القانون حماية لحياة الإنسان وسلامته، البدنية فحسب وإنمـا يكفل أيضا وفي الوقت ذاته حماية أمواله مـن كل اعتداء بالنص على عقوبة لمرتكبي الجرائم التي تقع علـى أموال الغـيـر، وبناءا علـى ذلك أن الاعتداء ينتفي إذا صـدر الفعل الضـار من مالك المال نفسـه أذا في هذه الحالة بعد الفعل استعمالا للحق وليس اعتداءا.