التعليم في الأندلس: أنواعه ومناهجه من عصر الإمارة إلى عصر ملوك الطوائف

Abstract AR

إن من أسباب التطور الحضاري في الأندلس هو سهر حكامها على تشجيع العلوم والمعرفة في مختلف الاختصاصات، وحرصهم على تربية وتنشئة أبناءهم على حب العلم والعمل به، وقد سطروا لهم في هذا السبيل منهاجا يسيرون عليه وفق ما اقتضه الضرورة وحسب ما رأوه الأمثل لهم رغم أنه كان لا يختلف كثيرا عن المناهج التي كانت تسير عليها باقي الأمصار الإسلامية، وكان لهذا الحرص والتشجيع أثره الإيجابي على الحياة العلمية في الأندلس الإسلامية وما عرفت به الأندلس من إبداع فكري وعلمي خاصة في القرنيين الرابع والخامس الهجريين.

انقسم التعليم في الأندلس إلى مرحلتين الأولي أو الابتدائي والعالي والذي عرف بالثانوي أيضا، وما ميزه هو كثرة إقبال أهلها على تعليم أبناءهم منذ الصغر وحرصهم الدائم طيلة تواجدهم بها على أن يكون لهم قسطا وفيرا في هذا الجانب خاصة التعليم الديني الذي صاحب المرحلة الأولية منه، فقاموا بتوفير كل الظروف التي تساعد على بناء مجتمع تجتمع فيه الأخلاق والعلم معا، وقد وفقوا في ذلك إلى حد بعيد والدليل على ذلك هو ما خلفه هؤلاء في من أمهات التصانيف في شتى فنون العلم والمعرفة التي لازلت تشهد على علو كعبهم ونبوغهم وسعة معارفهم، والعدد الهائل من فطاحلة العلماء الذين اشتهر صيتهم في مشارق الأرض ومغاربها من أمثال الشاعر والأديب ابن عبد ربه والفقيه ابن حزم الظاهري وابن عبر البر الأندلسي.