الهيمنة الرمزية على العقل من المفهوم الى الواقع: محاولة للتفكيك

Abstract AR

إن تطور الحياة وتنوعها وثرائها يعني ازدياد طرق الوصول الى الحقائق، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان لدى الاغريق أكثر من فيلسوف وفلسفة في حقبة زمنية واحدة، وبذلك برز أكثر من منهج فلسفي في التفكير، وكانت الغاية الأساس تقصي الحقائق التي عدوها تعبيرا أمينا عن افكارهم، وفي الوقت نفسه، عبرت عن رؤية الفيلسوف وتصوراته العقلية، ويتضح على وفق ما تقدم ان تعددية المناهج واختلاف طرائقها لا يلغي باي حال من الاحوال طبيعة الحقائق، وإنما يزيدها وضوحا وتنوعا ويكشف عن زوايا مختلفة لرؤية الحقيقة.

يسعى النهج الأنثروبولوجي إلى الإجابة على التساؤلات الآخذة في الاتساع لماذا يفعل الناس ما يفعلون؟" وهذه هي الطريقة التي يسير بها علماء الأنثروبولوجيا للإجابة على هذا التساؤل من أجل الكشف على اوجه التشابه والاختلاف الثقافي.

يتعامل هذا البحث مع أهم الآراء والأفكار والتصورات التي كانت سببا أو عاملا أساسيا في تبلور توجه المادية الثقافية كاتجاه فكري يركز على قضية الإنتاج الأساسي وتوسع من تحليلها للقوة الديناميكية، وعلاقاتها المتشابكة، كما تشرح أوجه التشابه والاختلاف الثقافي وكذلك النماذج للتغيير الثقافي في إطار مجتمعي، التي تعد استراتيجية البحث العلمي إذ تعطي الأولوية للعمليات المادية والسلوكية في شرح تطور النظم الاجتماعية الثقافية البشرية.