الإهمال الاسري وعلاقته بالإدمان على الانترنيت لدى طلبة الجامعة

Abstract AR

تعد الأسرة الوحدة الأساسية في بناء المجتمع لأنها البيئة الأولى التي يتعرف عليها الإنسان في حياته، حيث ليستمد منها ما يساعده على الاستقلال الذاتي في المراحل الأخرى من حياته، حيث ينشأ ويتلقى التربية والقيم قبل ان تدخل مؤسسات اخرى في عملية التربية كالمدرسة والجامعة، فاذا نشأ الابناء في أسرة مفككة او بين اباء مهملين لواجباتهم تجاه ابناءهم وبعيدين كل البعد عن القيم والأخلاق الفاضلة فانهم سيكونون أقرب الى الانعزال عن الجو الاسري، وبناءً عليه فالأسرة هي المحيط المباشر الذي يعيش فيه الأبناء ويكتسبون منه سلوكهم السوي والقويم ،ومن الاثار التي تترتب عن ذلك الإهمال هو لجوء الأبناء الى الإدمان على الانترنيت كنوع من الهروب من الأجواء الأسرية المحبطة.

وان الانترنيت من التقنيات التي يمكن ان تستعمل بشكل إيجابي ومثمر ويمكن بالمقابل ان يساء استخدامه مما يؤدي لآثار سلبية على مستخدمها وعلى الاخرين من حوله مثل اختراق أنظمة المعلومات والابتزاز والتهديد وسرقة المعلومات ونشر معلومات غير صحيحة ونشر الثقافة الاجرامية كتبادل المعلومات حول أساليب ارتكاب الجرائم مما ينجم عن ذلك كله اثار نفسية واجتماعية سلبية، اذن يمكن تقسيم مستخدمي شبكة الانترنيت الى فئتين اساسيتين الأولى: تسعى لبلوغ اهداف ومعلومات محدده بدقة، اما الثانية فهي لا تهدف سوى الى المتعة وشغل أوقات الفراغ، ويسبب الاستخدام الزائد عن الحد للإنترنيت ادماناً نفسياً يشبه نوعاً ما في طبيعته الإدمان الذي يسببه تعاطي المخدرات والكحوليات والتعلق وعدم السيطرة، وان الإدمان على الانترنيت شأنه شأن أي نوع آخر من الإدمان من حيث تأثيره على السلوك.

وقد استهدف البحث قياس الإهمال الاسري وعلاقته بالإدمان على الانترنيت لدى طلبة الجامعة، وتحقيقا لأهداف البحث قامت الباحثة ببناء مقياس الإهمال الاسري ومقياس الادمان، وقد استخرجت الخصائص السيكومترية للأدوات البحث الحالي، وتم تطبيق المقياسين على عينة البحث المكونة من (308) طالب وطالبة من طلبة الجامعة للصفين الاول والرابع، وبعد جمع البيانات ومعالجتها احصائيا توصل البحث الحالي الى النتيجة الأتية:- يعاني طلبة الجامعة من الإهمال الاسري ولدى عينة البحث ادمان على الانترنيت، وان هناك علاقة بين الإهمال الاسري والادمان على الانترنيت لدى طلبة الجامعة، وقد خرجت الباحثة بعدد من المقترحات والتوصيات.