الشعر في بلاط عمر بن عبد العزيز

Abstract AR

جاء عمر بن عبد العزيز بن مروان في مرحلة زمنية، مثلت حلقة متميزة في سلوك بني أمية، الذين حرصوا على اصطناع الشعراء، و تسخير طاقتهم الفنية في الدعاية لهم، و التمكين لسلطانهم، حتى غدا الفن الشعري وسيلة ارتزاق.

و لكن عمر حرم الشعراء مما خصصه أسلافه لهم من بيت مال المسلمين، و أعطى الفقراء و المحتاجين.

و ازور عن شعراء المجون، و تجهم للمداحين منهم؛ ليخلو وجهه لمن يعين على الحق و الخير، رغم خوفه من فتنة القول.

و استعرضت تلك الأشعار، و ما أخليتها من تحقيق و تعليق.

و رأيت تحول كثير منها إلى الصورة التي تشد إليها الخليفة الراشد، إذ صيغة كل زمان منتخبة من سلطانه، و الشاعر أشبه شيء بزمانه.

و لذا اضطررت إلى الحديث عن المهاد النظري الجديد الذي سينهض إليه الشعر–حيث الموقف الإيماني، و سبيل الراشدين- و ذكر السبل التي ركبها الشعراء، و الأغراض التي استأثرت بفنهم، و الخصائص الفنية لتلك الأشعار، فلم تخلص للرواسم الجاهلية و قيمها، و لم تتنكر للسبيل التي شققها شعراء صدر الإسلام، و إنما حاولت الاستفادة من ماض ماثل، و واقع ناهض.

وكانت نسبتهما في تلك الأشعار متفاوتة بتفاوت الشعراء و الأغراض الشعرية.