الألوان و دلالتها في القرآن الكريم

Abstract AR

الألوان ؛ اختلافها و تناسقها، مظهر من مظاهر الجمال الذي بثه الله في الكون الواسع، و له تأثير عجيب على النفس الإنسانية إيجابا أو سلبا، حتى لقد دخل في علاج بعض الأمراض النفسية. و حيث إن الجمال أمر ترتاح له النفس، و يتناغم مع الفطرة، كان لا بد أن يجد عناية في القرآن الكريم، كتاب الله الخالد، و معجزة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام.

و يهدف هذا البحث إلى بيان أهمية الألوان في حياة الإنسان، و كيف وظف القرآن الكريم هذا العنصر الجمالي في صور ترتاح لها النفس، كاللون الأخضر أو أخرى للتنفير منها كوصف الكفار بسواد الوجوه. جاء البحث في تمهيد و أربعة مباحث، الأول عرف اللون، و الثاني ذكر أقسام الألوان، و صفاتها، و تحدث الثالث عن تأثير الألوان على النفس الإنسانية، أما الرابع فاستقرا الآيات التي وردت فيها الألوان و ما قيل في تفسيرها، و خلص البحث إلى أن استخدام القرآن الكريم لهذه الألوان جاء منسجما تماما مع ما لها من أثر نفسي على الإنسان ؛ سلبا أو إيجابا، فقد استخدم القرآن اللون الأخضر مثلا، و هو لون ترتاح له النفس، استخداما إيجابيا تاما، ثم اللون الأبيض جاء في الدرجة الثانية من الإيجابية، يقابلهما اللون الأسود، و هو لون يثير في النفس الشعور بالكآبة و الحزن، لذا كان أكثر استخدامه في الصفات المنفرة.

أما بقية الألوان فكان استخدامها بدرجات متفاوتة سلبا أو إيجابا، حسب سياق الآيات و موضوعها الذي تتحدث عنه.