كفاءة المساكن الإنسانية و تشكيلها المعماري و العمراني الملائم للبيئة السكنية المستدامة باليمن

Abstract AR

إن تطوير مفهوم المساكن الإنسانية المستدامة و كفاءة تشكيلها المعماري و العمراني لملائمة البيئة السكنية المستديمة بالجمهورية اليمنية و في إطار الكثافة العالية و المتوسطة و المنخفضة و وفقاً لاحتياجات السكان و استغلال المساحات البنائية مع مراعاة العوامل المؤثرة، إن ذلك سيكون له الدور الأساسي في معالجة و تلبية احتياجات المجتمع بفئاته الاجتماعية المختلفة للمساكن الإنسانية المستدامة حاضراً و مستقبلاً.

و التي ازداد الطلب عليها نتيجة لزيادة معدلات النمو السكاني و ضعف استغلال الموارد المتاحة و قلة الاستثمار في مجال الإسكان الإنساني المستدام و الذي يزداد حاجة المجتمع إليه كونه يعتبر من أهم متطلبات التنمية و الاستقرار الرئيسة للسكان.

لذلك فالحاجة ضرورية لتطوير مفاهيمه و تحسين كفاءة تشكيله المعماري و العمراني لملائمة البيئة السكنية المستديمة في اليمن، و بيان أهميته و وضع البرامج و الخطط اللازمة لتطويره، و التنفيذ الواقعي لمفاهيم و من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة لبيان تلك المفاهيم و العوامل المؤثرة في هذه النوعية من المشاريع.

بسبب ازدياد الحاجة المستقبلية لها نتيجة لارتفاع أعداد الأسر الجديدة و ارتفاع تكاليف البناء و محدودية الأراضي المخصصة للبناء السكني المستدام باليمن و عدم توفر هذه الأراضي بالقدر الكافي في بعض المدن الرئيسة.

مما يستدعي ضرورة تقديم الحلول المعمارية و التشكيلات العمرانية الملائمة للبيئة السكنية المستدامة.

حيث و أنها من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد سواء من هم من متوسطي الدخل أو محدودي الدخل، و لذلك فقد تزايدت المطالبة بتعميم و تطوير مفهوم السكن الإنساني المستديم للتغلب على هذه المشاكل و التركيز على نشرالوعي المعرفي لمفهوم السكن الإنساني المستدام، لأن تكاليف بناء المساكن في اليمن مرتبط بشكل كبير بعدد من العوامل الثقافية و الاجتماعية و الطبيعية و الاقتصادية و من تلك العوامل عدم الاستغلال الأمثل للتشكيلات العمرانية و المعمارية الملائمة للبيئة السكنية المستديمة في مشاريع الإسكان الحديثة، و هدرها للأراضي و زيادة تكلفتها نتيجة سوء التخطيط و التصميم المعماري و اعتمادها على البناء المنخفض، دون مراعاة للكثافة العالية للسكان و محدودية مساحات الأراضي المخصصة للبيئة السكنية المستديمة، و على عكس ما تميزت به العمارة التقليدية من تشكيل معماري و عمراني ملائم للبيئة السكنية المستديمة.

و قد أسفر عن ذلك سلبيات هي محل تسأل و بحاجة إلى حلول ؟ و تهدف هذه الدراسة : إلى التعرف على كفاءة التشكيلات المعمارية و العمرانية في البناء السكني المستديم للمباني التقليدية باليمن و التعرف على مساوئ التشكيلات المعمارية للمباني الحديثة على البيئة السكنية المستدامة و عدم كفاءتها و اقتراح الحلول.

إذ أن الفرضية الأساسية لهذه الدراسة هي أن هناك سوء تخطيط و سوء تصميم في المساكن الحديثة مما تسبب في إيجاد مباني سكنية غير ملائمة للبنية السكنية المستدامة.

و إن كثافتها المنخفضة قد تسبب في ارتفاع تكاليف البناء و هدر الأراضي، و ارتفاع أسعارها و ضاعف من مشكلة توفير أرض تتلائم مع البيئة السكنية المستديمة.

و الدراسة قد ركزت على جمع المعلومات الميدانية عن المباني السكنية القائمة و عدد أفراد سكانها و تحليلها و مقارنتها بنماذج مختلفة من المباني ذات الكثافة العالية و المتوسطة و بعد المقارنة و التحليل تأكدت فرضية الدراسة و هي أن التشكيلات المعمارية و العمرانية للمباني السكنية المنفذة حالياً غير ملائمة للبيئة السكنية المستديمة و تحتوي على سلبيات كثيرة تم شرحها و توضيحها و منها ارتفاع تكاليفها و إهدارها للأراضي و انخفاض الكثافة السكنية فيها و عدم ملائمتها.

و هذا أدى لارتفاع تكاليف بناء تلك المساكن الحديثة و عدم الانتفاع بها بشكل كافي و عدم ملائمتها للبيئة السكنية المستديمة و افتقارها للعناصر الأساسية لمكونات السكن الإنسني الصحي السليم و لا تلبي احتياجات السكان.

و عليه توصي هذه الدراسة بعدد من التوصيات إلى الجهات ذات العلاقة بشأن معالجة هذه المشكلة و هي : الجهات الحكومية، المؤسسات و الجمعيات التعاونية السكنية و صندوق الرعاية الاجتماعية للتنمية، المكاتب الهندسية الحكومية و الأهلية، أفراد المجتمع.

كما تقدم الدراسة عدداً من التوصيات بشأن تطبيق مفاهيم الإسكان الإنساني و رفع كفاءة التشكيل المعماري والعمراني للبيئة السكنية المستديمة باليمن.