جهاد المرأة في وقعة صفين

Abstract AR

1.

يعد الجهاد قيمة سامية من قيم الإيمان الذي يتمثل في الدفاع عن الحق بأقصى الجهد بما يناسب طاقة الإنسان، قد تكون هذه الطاقة حمل السلاح، أو استعمال اللسان، وفي حالة عدم توفر الطاقة يمكن للمجاهد أن يستعيض عنها بفرض الكفاية.

2.

وفقاً للأحاديث الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام أجمعين لم يقتصر الجهاد على الرجال فحسب، بل كان للمرأة نصيب في الجهاد، ولم يكن هناك نص يجزم بعدم مشاركة المرأة في الجهاد.

3.

بناءً على ما تقدم فقد شكّلت المرأة حضوراً فاعلاً في صفين، تحمل السلاح تارة، وتلقي الشعر أو النثر تارة أخرى محرضة الرجال على القتال، ملبية دعوة الإمام علي عليه السلام للجهاد، إذ بلغ عدد المشاركات في هذه الوقعة سبعة مجاهدات، أربعة منهن من أهل الكوفة، واحدة من أهل العراق، واحدة من أهل المدينة، وواحدة لم تُنسب، وبهذا تكون المرأة الكوفية قد شكّلت مركز الصدارة في الجهاد في تلك الوقعة.

4.

من خلال البحث في المصادر التاريخية وجدنا قلة المعلومات عن تلك المجاهدات، قد يتبادر إلى الذهن قلة عددهن مقارنةً مع الجيش المشارك، وقد يكون السبب تهميش دور المرأة في المعركة، وهذه الآراء لا يمكن أخذها بعين الاعتبار؛ لأن المرأة كان لها صدى واضح في الوقعة رغم قلة عددهن، هذا الصدى تمثّل باللقاء بينهن وبين قائد جيوش الشام بعد الوقعة، فلو كان دورهن غير واضح وغير مؤثر وهامشي لماذا أرسل إليهن معاوية، وفي هذا دليل واضح على موقفهن البطولي الذي تعدّى حدود الكثرة العددية في الجيش آنذاك.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يُعد استشهاد الإمام علي عليه السلام بداية لنهاية الخلافة الراشدة وبداية الدولة الأموية، وبما أن معاوية هو خليفة لهذه الدولة، فمن المستبعد أن يلجأ الرواة إلى تمجيد دور من كان ضده في يومٍ ما، ويرى الباحث أن هذا الرأي هو أقرب للصواب.