الذئب و القطا في لامية العرب للشنفري : "دراسة تحليلية"

Abstract AR

حاولت هذه الدراسة إماطة اللثام عن شخصية الشنفري، الذي حاول أن يخفي الحقيقة، و لكن الألفاظ و المعاني كشفت عنها عبر أبياته الشعرية، التي تحدث من خلالها عن الذئاب، و عن القطا، و قد كانت الدراسة محاولة للغوص في أعماق الشعور و اللاشعور عند الشنفري، حيث جنح بها إلى الرمزية، التي سرعان ما تتكشف للمتلقي من خلال تداعيات الأبيات الشعرية، و الولوج إلى عالم الشاعر الخاص، و رؤيته الفنية معا، مع ملاحظة شحن الأبيات بثورة عارمة على عالم الأناسي، فقد نزع إلى الضواري، و فزع إليهم، مؤثرا إياهم على بني البشر.

و قد جاءت الدراسة هذه موزعة على محورين رئيسين هما : محور الذئب، و محور القطا.

فالوقوف على هذين المحورين يقودنا إلى معرفة مشاعر الشنفري و أحاسيسه، بل و حالته النفسية تجاه مجتمعه، إذ شكل هذان المحوران نسيجا فنيا مصبوغا باللوعة و الأسى لرحلة الشاعر المرير ة، و ما خلفته من صراعات داخلية تقاذفيه بين الانتماء للجماعة و عدم الانتماء إليها.

إن من الناس من يذهب مذاهب شتى في تعليل الظواهر الأدبية، أو تقويم شخوصها بموازين الإبداع و الطرافة أو سواهما، و قد يقود تفكير بعضهم إلى تأويلات و تحويرات تتجاوز حدود المعقول في دنيا الناس، من ذلك مثلا اللجوء إلى الرمزية، و هو منهج مستحدث في مناهج الأدب و النقد و الفن بعامة.