منهج ابن منظور في كتاب تهذيب الخواص من درة الغواص : دراسة وصفية تحليلية

Abstract AR

منهج ابن منظور في كتاب تهذيب الخواص من درة الغواص ،دراسة وصفية تحليلية.

يهدف البحث الى الكشف عن منهج التهذيب و الاختصار عند ابن منظور الافريقي صاحب معجم (لسان العرب) المتوفي 711 ه الذي اشتهر باختصار العديد من الكتب المطولة، حاول الباحث فيه الكشف عن خصائص هذا المنهج من خلال كتاب (تهذيب الخواص من درة الغواص) و هو تهذيب ابن منظور لكتاب الحريري الشهير(درة الغواص في اوهام الخواص)، و قد استفاد الباحث من تحقيقه لكتاب (تهذيب الخواص) في التعرف على هذا المنهج.

و اذا كان البحث يتناول منهج ابن منظور في كتاب واحد، فان النتائج التي سيخرج بها من الممكن تعميمها على باقي اختصارات ابن منظور، و لا سيما (لسان العرب) حيث ان كتاب (تهذيب الخواص) يعد من الاختصارات المتأخرة لابن منظور، كما بين الباحث.

و قد توقف الباحث عند مفهوم ابن منظور لمصطلحي التهذيب، و الاختصار، كما حاول استخلاص الاسلوب الاجرائي للاختصار عنده و الخطوات العملية التي كان يتبعها في ذلك.

و قد قسم الباحث هذا العمل على تسعة عناوين فرعية : أولا: مدخل للموضوع، ثانيا: التعريف بإبن منظور، ثالثا : أغراض ابن منظور من تهذيب(درة الغواص)، رابعا : ترتيب وتبويب(تهذيب الخواص)، خامسا: مآخذ على ترتيب و تبويب (تهذيب الخواص)، سادسا : التكرار و الاحالة، سابعا : أسلوب ابن منظور في الاختصار، ثامنا : التعليق و التعقيب عند ابن منظور في (تهذيب الخواص)، تاسعا : أهم النتائج، ثم ختم البحث بذكر قائمة المراجع.

زاوج الباحث بين المنهج التحليلي و المنهج الوصفي في هذه الدراسة، وغلبت عليه النظرة النقدية لعمل ابن منظور ، فلم يكتفببيان اسس التهذيب والاختصار عند ابن منظور ، ولإنما عمد إلى الكشف عن موةاطن القوة والضعف في تهذيبه لدرة الغواص للحريري.

خرج الباحث بعدد من النتائج، و أهمها : أولا : أن مصطلح التهذيب عند ابن منظور لا يرادف الاختصار، و إنما هو اختصار مشروط بالبيان و الوضوح، و أن التعليق و التعقيب جزء أصيل منه.

ثانيا : أن منهج ابن منظور في ترتيب و تبويب (تهذيب الخواص من درة الغواص)، هو ذاته منهجه في ترتيب و تبويب معجم (لسان العرب) من قبل، باستثناء إضافة بابين في (تهذيب الخواص) .

ثالثا : هناك بعض المآخذ على ابن منظور في الترتيب و التبويب ، من أبرزها أنه وضع عددا من الألفاظ في غير مواضعها ، كما أهمل ذكر عدد آخر من الألفاظ المذكورة في درة الغواص، على الرغم من أهميتها.

رابعا : أن بصمات ابن منظور واضحة في التهذيب و الاختصار، فهو لا يلزم نفسه بالنقل من كتاب (درة الغواص) حرفا حرفا، و إنما كان يعلق و يعقب- باقتضاب –إذا دعت الحاجة، و لم يكن متفقا دائما مع الحريري.

هذا بخلاف عدد آخر من النتائج تتعلق بمدى التزام ابن منظور بمنهجه الذي اشترطه على نفسه في مقدمة(تهذيب الخواص).

و لتحقيق هذا المنهج قد قسمت هذا البحث إلى مقدمة و مطلبين و خاتمة.

أما المقدمة : فقد تحدثت فيها عن أهمية الموضوع وجدته، و أسباب اختياري له، و منهج البحث، و خطت البحث.

و أما المطلب الأول : فقد عنونته بالشفاعة مفهومها و أنواعها و موقف الفرق الكلامية الإسلامية منها.

و أما المطلب الثاني : فقد عنونته بموقف الإمام محمد عبده من الشفاعة.

وأما الخاتمة: فقد اشتملت على أهم النتائج التي توصل إليها الباحث و من أهم هذه النتائج أن المسلمين أجمعوا على ثبوت الشفاعة في الآخرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم و إنما الخلا فبينهم لمن تثبت هذه الشفاعة فعند أهل السنة و الجماعة للمذنبين من المؤمنين و عند المعتزلة للتائبين المطيعين من المؤمنين.

و لقد خلط الإمام محمد عبده في "تفسيره للقرآن الكريم" بين الشفاعة المعروفة بين الناس في الدنيا و الشفاعة في الآخرة، و ذكر فيه ما يفيد نفي الشفاعة عن المذنبين من المؤمنين لمل تستلزمه من تغير في عام الله تعالى و إرادته.