النفقات العسكرية الأمريكية و الأزمة المالية العالمية

Abstract AR

لقد حاولت هذه الدراسة الرجوع إلى الأسباب الحقيقية للأزمة المالية منذ الإرهاصات الأولى لها، و التي بدأت في الولايات المتحدة مع تولي الرئيس بوش الابن و تنبيه لنظرية اقتصاد الحرب ؛ و من ثم كانت الحرب ضد الإرهاب، و التي كانت موجهة في الأساس للمناطق و الدول التي تمتلك النفط و الغاز.

لكن استمرار الحرب و تزايد النفقات العسكرية أدى إلى الارتفاع المتوالي في أسعار النفط، و لما كانت الطاقة تلعب دورا هاماً في جميع مناحي الحياة ؛ فقد ارتفعت تكاليف المعيشة و زادت الأعباء على الأفراد، خاصة في ظل اقتصاد متحرر يعتمد فيه الأفراد على الافتراض لتغطية موجة الاستهلاك غير المسبوقة.

كما أن تزايد النفقات العسكرية و ارتفاع تكاليف الحرب إلى ما يصل إلى نصف (50%) من النفقات العامة قد أثر تأثيرا واضحاً على الخدمات الاجتماعية مثل التعليم و الصحة و مواجهة الفقر ؛ و هذا ألقى عبئا إضافياً على أفراد المجتمع خاصة في ظل ظاهرة التسليع (أي تحويل معظم أو أغلب الأنشطة الإنسانية إلى سلع متداولة) ؛ و من ثم كانت النتيجة إفلاس هؤلاء الأفراد، الذي انتقل بدوره لبقية المؤسسات المالية ثم لبقية دول العالم.