معايير الجودة في التعلم المدمج : جامعة القدس المفتوحة نموذجاً

Abstract AR

يشهد التعليم الجامعي عموما و التعلم المفتوح عن بعد خصوصا اهتماما كبيرا على مختلف المستويات في معظم دول العالم لما له من دور في تلبية حاجة الفرد و المجتمع في ظل مواجهة تحديات العولمة و تأثيراتها على الواقع العالمي و الإقليمي و المحلي و الانتقال إلى اقتصاديات المعرفة كانعكاس للتطور التكنولوجي المتسارع و ثورة المعلومات التي امتدت تأثيراتها في كل منحى من منحي الحياة،.

و بناء على ذلك فإنه ينظر إلى التعليم الجامعي عموما على أساس الدور المتميز الذي يؤديه في تقدم المجتمعات و تنميتها، و ذلك عن طريق إعداد الكوادر و الطاقات البشرية الفنية و العلمية و الثقافية و التربوية و المهنية بالإضافة إلى دورها في تطوير البحث العلمي و خدمة المجتمع.

و من هنا فقد حرصت جامعة القدس المفتوحة على بلورة نموذج تعليمي خاص بها يتلاءم مع خصوصية الواقع الفلسطيني شديد التعقيد، حيث نجحت إلى حد بعيد في تجسيد هذا النموذج الذي يتساوق مع المعايير العامة للتعلم المفتوح عن بعد دون إغفال خصوصية المجتمع الفلسطيني، و ما زالت إدارة الجامعة تسير قدما في صقل تجربتها و نموذجها التعليمي القائم على فلسفة التعلم المفتوح عن بعد الذي حددت معالمه في خطة التعلم الإلكتروني للثلاث سنوات القادمة 2009-2012.

و عليه تأتي هذه الورقة كمرتكز في بناء و تطوير معايير لتصميم المقررات المدمجة و تطوير محتواها و ضبط جودتها بأنماط التعلم المختلفة التي تشكل محتوى النموذج التعليمي للجامعة، و ذلك انسجاما مع إستراتيجيتها في التحول نحو التعلم المدمج.

و ذلك من خلال عرض و تحليل أهم مكونات نقاط المقارنة المرجعية ذات الصلة التي طورها مركز التعلم المفتوح عن بعد في الجامعة، وصولا إلى تصميم و تطوير و تطبيق معايير الجودة لأنماط التعلم المدمج و تشمل : (الأنشطة الإلكترونية، التعيينات الإلكترونية، البث الفيديوي، القالب الإلكتروني، تقنية الصفوف الافتراضية).

و قد حاولت هذه الورقة التركيز على وضع و توضيح الآلية التي يتم من خلالها توثيق و ضبط متابعة هذه المعايير مع الدوائر المختصة و ذلك بالاستناد إلى أفضل الممارسات العالمية في التعلم المفتوح عن بعد الذي بلوره مشروع بناء القدرات في مجال التقويم الذاتي و التخطيط الإستراتيجي لتكون نموذجا يمكن الاعتماد عليه في مؤسسات التعليم العالي المفتوح عن بعد ومؤسسات التعليم التقليدية التي تتجه نحو تطبيق التعلم المدمج في برامجها الأكاديمية.