مقاربة نظرية لظاهرة الصراع الدولي

Abstract AR

هناك مقولة مفادها أنه عندما يوجد فرد يسود السلام و عند وجود أثنين ينشا الصراع و عند وجود أكثر تبدأ التحالف ...

هذه الحكمة تشير إلى القانون التاريخي الذي يحكم حياتنا بشكل عام سواء تعلق الأمر بالمجتمعات الوطنية أو الوحدات السياسية على المستوى الدولي من شكل الوحدة الإنسانية أو السياسية أبتداء بالأسرة إلى القبيلة إلى الأمة إلى المنظمة وصولا بالدولة فأنها محكومة بقانون الصراع تلك قاعدة تاريخية لاتحتاج إلى إثباتات مجهدة, و يرى العديد من دارسي العلاقات الدولية أن الصراع ظاهرة طبيعية ذات أبعاد متناهية التعقيد، بالغة التشابك، يمثل وجودها أحد معالم الواقع الإنساني الثابتة.

و حيث تعود الخبرة البشرية بالصراع إلى نشأة الإنسان الأولى، حيث عرفتها علاقاته في مستوياتها المختلفة : فردية كانت أم جماعية، و أيضا في أبعاد المتنوعة : نفسية أو ثقافية، سياسية أو أقتصادية، أو أجتماعية أو تاريخية، ...ألخ كما أن أشكاله ليست واحدة و نتائجة مختلفة فهو يتدرج في شدته فيبدأ صراعا ناعما في مستوى الأسرة ليصل إلى حد الحروب والصدام المسلح ...

و عليه نحاول من خلال هذه الورقة و في خضم الأحداث المتعاقبة التي تلت الحرب العالمية الثانية و ما تلاها من صراعات متعددة الأبعاد خاصة بعد تلاشي آليات الضبط التي كان يمارسها نظام الثنائية القطبية بعد نهاية الحرب الباردة نحاول تقديم مقاربة نظرية لفهم و تحليل مفهوم الصراع : طبيعته ، أسبايه ، و أنواعه.

و أبعاده، بالأضافة إلى تشابك تفاعلاته و تأثيراته المباشرة و غير المباشرة، فضلا عن التفاوت في المستويات الظاهرة من حيث المدى أو الكثافة و العنف.

و على ذلك فإن الدراسة تعتمد على تقديم تحليل مقارن للاتجاهات النظرية الرئيسية في مجال الصراع الوقوف على طبيعة الصراعات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية و كذلك آليات الإدارة الدولية للصراعات الدولية و ما يرتبط بها من خلال محاور ثلاثة تتلخص في : 1.

التعريف بمفهوم الصراع كظاهرة معقدة و طبيعه و أسبابه العامة كمفهوم و كعملية مركبة، أنواع الصراع و جذوره كظاهرة متعددة المظاهر تتميز بالاعتماد المتبادل بين جذورها و مظاهرها.

2.

طبيعة و خصائص صراعات ما بعد الحرب الباردة.

3.

مقاربة مفاهيمية في معضلة "إدارة الصراع " , "تسوية الصراع" و "حل الصراعات الدولية" .