العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرار في السياسة الخارجية

Abstract AR

تشكل القرارات التي تعمل على أساسها الدول بشكل عام، الروح الحركية، والتفاعلية التي تنظم من خلالها مسيرة الحياة في الداخل، أو علاقات تلك الدول مع العالم الخارجي، ولذلك فإن خطورة وأهمية صناعة ذلك القرار تكون كبيرة لما قد يتسبب به من فوضى في حال لم يؤسس على قواعد علمية وعملية قوية وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة الاعتناء بالقرار قبل إصداره لأنه يمثل الدول كافة ومنزلتها ويدل على تحضر ورقي تلك الدولة وفي تعاملاتها وعلاقاتها مع بقية دول العالم.

لذلك برز الاهتمام من قبل أغلب دول العالم بضاعة القرارات انطلاقاً من تلك الأهمية ولذلك يكون القرار السياسي هو المرآة العاكسة الفلسفية وأيدلوجية وأهداف النظام السياسي السائد من خلال طرح البدائل والعمل على المفاضلة بينها للوصول إلى المرحلة التي يصبح القرار منها قد بلغ مرحلة التطبيق الفعلي على وفق أحكام القانون الداخلي أو الدولي.

أن المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية المتلاحقة منذ تسعينيات القرن الماضي ودخول عصر العولمة والثورة التكنولوجية، أدت إلى أن أغلب دول العالم وبالذات دول العالم الثالث ان تتجه إلى ماسسة حياتها بالديمقراطية، غير أن ظهور الولايات المتحدة كقطب لاعب وحيد بعيد انهيار الاتحاد السوفيتي وضع بدايات القرن الواحد والعشرين في امتحان صعب وخصوصاً بعد قيام الولايات المتحدة باحتلال دولتين (العراق وأفغانستان)، أظهر هشاشة المنتدى الدولي وذلك بشعور أي دولة بفقدان أمنها الخارجي وعدم استطاعة حماية نفسها مما يعنى فقدان جزء مهم من سيادتها ,وحرمان صانع القرارات السياسية من هامش المناورة وفقدانه القدرة الحقيقية والفعلية في إصدار القرارات السياسية وخصوصاً المفصلية والمهمة, وذلك لفقدان صلاحيات حقيقية وفعلية لديه وأن ظلت موجودة وستورياً وقانونياً وذلك بفعل هذه المتغيرات.

ويرى الباحث أن هذه الظروف والمتغيرات إن بقيت كما هى واقع حال سيكون هناك تغييب للديمقراطية في هذه الدولة أو تلك في مواجهة المجهول، ناهيك عن أنه ستكون فئة تحتكر دائرة صنع القرار أو تمنع حتى الاقتراب من مستوى التأثير فيه تحت حجج واهي فحواها الأمن الداخلى أو الخارجي، لذلك اعتقد أن هناك أيضاً شريحة من الاحزاب والقوى السياسية حين توصد الابواب فى وجهها فى مشاركة سياسية ومجتمعية تلجأ لأساليب وأدوات منها أن تصبح الانتماءات العرقية والمذهبية والطائفية والقبلية ملاذا يستغلها البعض مما يربك صانع القرار أو تبقى كقيود عليه .