أفغانستان و صعود طالبان

Abstract AR

سارع الاحتلال الأمريكي لأفغانستان منذ اليوم الأول-منطلقاً من مصالحه الاستراتيجية-في تنفيذ المخططات المقررة لعلمنة البلاد، و السير بها بعيداً عن هويتها المحافظة.

و في المقابل تشكلت فصائل المقاومة الأفغانية من مجموعات متباينة الدوافع و التوجهات جاء على رأسها المجموعات الجهادية التي تحركت من منطلقات و دوافع شرعية.

و شهدت السنة الخامسة للاحتلال عدداً من التحركات الهامة لطالبان، عكست رغبة قوية من الحركة في تغيير كفة الميزان العسكرية لصالحها مما أدى لتصاعد مشروع المقومة بصورة لافتة.

و بالنظر في الهداف التي تم تحديدها للحملة الأمريكية على أفغانستان، و على رأسها القضاء على طالبان و تنظيم القاعدة ؛ ترجع في أساسها فشل الاستراتيجية الأمريكية و الحكومة الأفغانية العملية في تحقيق أي استقرار سياسي، أو تقدم اقتصادي أو أمني.

و مع ارتفاع الخسائر في صفوف قوات الاحتلال –و ضمنها الناتو التي بدأت تتواجد في الأماكن الساخنة في الجنوب- فإن القدرة على الاستمرار في تحمل المزيد من الخسائر سيضعف.

كما تقوى العديد من العوامل التوقع بتصاعد المقاومة، و ترتبط تلك العوامل-في غالبها- ببنية الحركة و تكوينها الداخلي، تدعمها العديد من العوامل الخارجية.

و تواجه الحركة إشكاليات عدة قبل وصولها للدرجة التي تنجح معها في إجبار الاحتلال على الانسحاب يأتي على رأسها تلك الإشكاليات الارتباط بالقاعدة، و تشرذم فصائل المقاومة.

و إذا كان من الصعب على طالبان عسكريا تحقيق نصر كبير يجبر قوات الاحتلال في ظل الوضع الحالي على الانسحاب قريب ، إلا أنه من الصعب أيضاً على الاحتلال أن يتحمل المزيد من الخسائر إلى ما لا نهاية.