المحاكم الإسلامية في الصومال و مستقبل القرن الإفريقي

Abstract AR

اكتسب القرن الإفريقي أهمية استرتيجية كبيرة ؛ بدوله المطلة على المحيط الهندي، المتحكمة في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، إضافة إلى موادها الطبيعية، مما جعل منه محط الأطماع الاستعمارية.

و تعد تلك الموارد عاملا أساسيا في لصراع الدائري في الصومال، و فيما يتعلق بالتدافع الأثيوبي الصومالي فما هو إلا صراع بسط النفوذ على المناطقث الاستراتيجية، و على الرغم من أن للحركة الإسلامية في القرن الإفريقي موروثا ضخما من المجاهدات في ماضيها التاريخي، إلا أنه لا يرد لمنطقة القرن أن يبرز منها قوة إسلامية، ذات نفوذ سياسي، قد تصبح مصدر إزعاج و قلق للغربيين و حلفائهم من الأقليات الحاكمة، و خاصة بعد أن أضحى الإسلام، لسبب و آخر، الخصم المقابل للمعسكر الرأسمالي بعد سقوط المعسكر الاشتراكي.

إن الحركات الإسلامية في المنطقة تستمد قواهاا من رصيدها التاريخي، فالمحاكم الإسلامية تمكنت في حرب الوجود التي خاضتها مع أمراء الحرب في الصومال من الاستيلاء الكامل على مواطن نفوذهم، على الرغم من تجمعهم في تحالف لاإرساء السلام و مكافحة الإرهاب (كما أسموه)، و صيروة محل نغوذ لكل أمير منهم يهيمن عليه، و دعم كامل من الولايات المتحدة.

و على الرغم من أن المحاكم الشرعية تحظى بقبول شعبي بين الصوماليين ؛ بسبب تحقيقها الكثير من الانجازات الأمنية للصوماليين، إلا أنها لا تتصارع مع أمراء الحرب فحسب، بل إن تدخل إثيوبيا-صاحبة المصالح الاستراتيجية في المنطقة- في الصومال قلب الموازيين، و لم يكن متوقعا من المحاكم الإسلامية أمام الزحف الأثيوبي إلا إخلاء البلاد، فمن المحال أن تواجه جيشا نظاميا مدربا على أحدث العتاد العسكري، بقوات محدودة م المليشيا، ذات أسلحة خفيفة.

و برغم ما تتميز به القوات الإثيبية من ضخامة حجم قواتها و تفرقها التسليحي، إلا أنه يتوقع أن تواجه بمقاومة للحد الذي يمثل لها عبئا ثقيلا، و لن تستطع القوات الغازية أن تخرج من هذا المستنقع الذي تورطت فيه بسهولة.

و يبقى السؤال ماذا بعد انسحاب المحاكم؟ هل هو خيار الحرب إلى حين دحر أمراء الحرب، كما كان أول مرة؟ أم خيار السلم و المصالحة.