جدلية العلاقة بين المقاومة و الاحتلال و الديمقراطية

Abstract AR

لم تبدأ أية حركة مقاومة للاحتلال بالاستناد إلى الآليات الديمقراطية من برلمان أو انتخابات أو استفتاءات، أنما بدأت في كل الأحيان من خارج الأطر الديمقراطية التي كانت قائمة قبل الاحتلال أو التي أقامتها سلطات الاحتلال بل و ضد الحكومات التي جاءت باليات ديمقراطية تحت الاحتلال.

ما أن المقاومة ظاهرة شاملة سياسية و اقتصادية و اجتماعية، غير أن المقاومة في حاجة ماسة إلى الديمقراطية داخل أبنيتها الداخلية و في علاقاتها بالشعب في المناطق المحررة باعتبارها شرطا لتحقيق الانتصار و التحرير و البناء.

و يتأثر شكل النظم السياسية بعد التحرير، في أنماط علاقتها بالديمقراطية، ارتباطا بظروف النظم السياسية قبل الاحتلال و بالظروف الدولية السائدة.

و في المرحلة الراهنة باتت تطرح قضية الإصلاح الديمقراطي من قبل الدول الاستعمارية كبديل لفكرة المقاومة و في مواجهتها، كما تطرح المقاومة مشروعا للديمقراطية يمكنها من تطوير نشاطها المقاوم، ضمن حالة من فهم موسع لثقافة المقاومة التي تقتصر على مفهوم المقاومة ضد الاحتلال أو الضغط الخارجي بل أصبحت مقاومة في مواجهة القهر الخارجي و الداخلي أيضا.

و تتناول هذه الدراسة إشكالية العلاقة الجدلية بين ثلاثية الاحتلال / المقاومة / الديمقراطية.

و تسعى إلى تمحيص الأنماط المتغيرة للاحتلال من جهة أخرى و علاقة كل منهما بالثقافة و الديمقراطية، من حيث مصادرها و أشكالها و مضامينها المعاصرة.

و تستنتج الدراسة أنه لا مقاومة دون ثقافة لها تغذيها و تتغذى منها، و لا مقاومة متطورة دون ديمقراطية عصرية تشرعها و تطورها في الوقت نفسه.