الذكاء المتعدد و علاقته بدافعية الإنجاز لدى طلبة كلية التربية الأساسية

Abstract AR

في أوائل الثمانينات من القرن الماضي قام "هوارد جاردنر "Howard Gardner" بإعادة النظر جذريا فيما يتعلق بالذكاء و آثاره على التعلم و التعليم و تقدم بنظرية جديدة مفادها أنها تقوم على أساس تميز الفرد عن سواه و أنه لا بد لكل إنسان أن يتمتع و يتميز بذكاء خاص به وحده و أطلق على هذه النظرية "الذكاء المتعدد" و كان لهذه النظرية الأثر الأكبر على عملية التعلم و التعليم حيث غيرت مفاهيم كثيرة كانت تعتبر من المسلمات، و تعتبر نظرية " جاردنر" من النظريات المفيدة في معرفة أساليب التعلم و أساليب التدريس فإنها تكشف مواطن الضعف و القوة عند المتعلم و هو يقول أن الذكاء متعدد حيث أشار إلى تسعة أنواع من الذكاء بحيث كل نوع مستقل عن الأنواع الأخرى، فكان لتصنيف " جاردنر" اكبر الأثر على طريق التفكير في عملية التعلم و التعليم و كذلك على الاختبارات و حتى على طبيعة الأفكار نفسها.

و في البحث الحالي أراد الباحث أن يربط الذكاء المتعدد مع مفهوم آخر هو دافعية الانجاز حيث كان الهدف الرئيس من البحث هو التعرف على طبيعة العلاقة الارتباطية بين المفهومين السابقين لدى شريحة مهمة في المجتمع ألا و هي طلبة الجامعة، و نظرا لعدم وجود دراسة محلية على حد علم الباحث تناولت مفهوم الذكاء المتعدد على وجه الخصوص و العلاقة الارتباطية بينه و بين دافعية الانجاز بوجه عام من هنا تكمن أهمية تناول هذا الموضوع المهم، و قد قام الباحث ببناء مقياسين أحدهما لقياس مفهوم الذكاء المتعدد و بأبعاده التسعة التي ذكرها "جاردنر" في نظريته حيث تكون هذا لاختبار من (53) فقرة موزعة على الأبعاد التسعة للذكاء و هي : اللغوي، و الجسدي، و الرياضي، و الموسيقي، و الفراغي، و الاجتماعي، و الشخصي، و الطبيعي، و الوجودي، أما المقياس الآخر كان لقياس دافعية الانجاز حيث تكون من (27) فقرة و بعد التأكد من تمتع المقياسين بالخصائص السيكومترية من صدق و ثبات تم تطبيق المقياسين على عينة تكونت من (180) طالب و طالبة من طلبة كلية التربية الأساسية / جامعة ميسان، و بعد معالجة البيانات باستخدام الوسائل الإحصائية المناسبة، تم التوصل إلى أن هناك علاقة داله إحصائيا بين الذكاء المتعدد و دافعية الانجاز لدى طلبة كلية التربية الأساسية، و أن هناك فروق بين أبعاد الذكاء المتعدد لدى الطلبة تبعا لمتغيرات التخصص الدراسي و المرحلة الدراسية، و عدم وجود فروق حسب متغير الجنس، و في الختام قدم الباحث بعض التوصيات و المقترحات التي تستكمل مديات البحث الحالي.