قراءة للواقع الداخلي الأمريكي مؤشرات و دلائل الانتقال الحضاري

Abstract AR

لا يزال اهتمام الأمة العربية والإسلامية بفهم الغرب ، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية ، أو أوروبا الغربية ، أو غيرها من دول الغرب محدودًا وقاصرًا ، ولا يتواكب مع تطور العلاقة وأثرها على مستقبل الشعوب العربية والإسلامية ، ليس على المستوى السياسي والعسكري والأمني فقط ، وإنما على المستويات الاجتماعية والفكرية والثقافية والتقنية أيضًا .

تهدف هذه الدراسة إلى المساهمة في تغطية النقص المتعلق بمعرفة وفهم الواقع الداخلي للولايات المتحدة الأمريكية ، في مطلع القرن الحادي والعشرين ، من خلال دراسة أهم المؤشرات الاجتماعية التي تؤكد أن أمريكا تتجه نحو التراجع من ساحات التأثير الدولي ، وأن مشروع الهيمنة على العالم لا تواجهه فقط عقبات وصعوبات خارجية ودولية ، وإنما قد تتسبب العوامل الداخلية أيضًا في عرقلة الطموحات السياسية والرأسمالية لتلك التيارات الفكرية الأمريكية التي تحلم بالسيطرة على البشرية وسيادة العالم .

يؤكد البحث في بدايته على أهمية فهم الواقع الاجتماعي الغربي ، والأمريكي تحديدًا ، وأن معرفة النظرة العامة للشعوب تجاه القضايا والأحداث تُعين على فهم السياسات الخارجية التي تنطلق من دول تلك الشعوب ، وأن أهمية معرفة واقع الشعوب من الداخل من النواحي الاجتماعية والاقتصادية ، لا تتنافى أو تتعارض مع إدراك الدور الذي تقوم به النخب السياسية الحاكمة أيضًا في توجيه السياسات الداخلية والخارجية للدول .

ثم ينتقل البحث إلى دراسة فكرة التراجع الأمريكي ، ومتى بدأ ، والعوامل التي تساهم في تسارعه ، وارتباط ذلك بالتاريخ الأمريكي .

ويقدم الباحث مراجعة مختصرة لأهم المؤشرات الاجتماعية التي تدل على هذا التراجع في مجالات الفقر ، والجريمة ، والانحلال الخلقي ، وتناقص المواليد وازدياد الهجرة ، وتنامي الظواهر العنصرية داخل المجتمع ، وكذلك تهميش الدين ، أو محاولة استخدامه للأغراض السياسية .

ثم يقدم البحث رؤية حول تأثير العوامل الداخلية على السياسة الخارجية الأمريكية ، وضرورة فهم تلك العلاقة المتشابكة .

وينتهي البحث بتقديم رؤية حول مستقبل التراجع الأمريكي ومؤشراته .