موقع المقاومة العراقية في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة

Abstract AR

انطلقت المقاومة العراقية في ظروف دولية غير مناسبة, خضع فيها العالم إلى أقوى دولة عظمى كقطب منفرد، و ومهيمن يتحكم في تقرير مقدرات السياسة الدولية, و رغم الإمكانيات البسيطة لهه المقاومة إلا إنها استطاعت فرض نفسها, و تكبيد الاحتلال خسائر فادحة.

و كان الاحتلال الأمريكي تأثيره على طبيعة و مستويات الصراع في العراق ؛ إذ أسفر عن تحويل الوضع العراقي إلى بؤرة لتداخل عدة مستويات من الصراع الدولية.

و إقليمية, و محلية في آن واحد ؛ من حيث المدى و العنف, و صار مآل الوضع في العراق محددا لمستقبل المنطقة برمتها, و نقطة حاسمة في تحول منحنى و تراتبية القوى في النظام السياسي الدولي برمته.

قد شكلت الانطلاقة السريعة لعمليات المقاومة العراقية منذ الأيام الأولى لاحتلال العقبة الأساسية, أمام المخططات الأمريكية, و نجحت في إفشال و تعطيل و تفكيك الصفحات السياسية, و الاقتصادية و الاجتماعية للاسترتيجية الأمريكية الشاملة, و ذلك بعد أن كبدت قوات الاحتلال و عملاءه, في فترة قياسية, خسائر بشرية و مادية فادحة.

و حققت فضائل المقاومة العراقية في المرحلة السابقة إنجازات و نجاحات على المستوى الاستراتيجي, سواء أكانت فضائل منظورة أم غير منظورة, ليس فقط على المستوى العسكري, بل على المستويين السياسي و المعنوي, و هي الآن تدشّن المرحلة الجديدة للصراع مدعومة بعوامل قوة دافعة للأمام.

و يمكن تصنيف النظرة إلى موقع المقاومة العراقية في الاستراتيجية الأمريكية إلى مرحلتين : الأولى شملت ثلاث استراتيجيات تمتد منذ عام 2003 إلى عام 2006م و هو العام الذي شكل متغيرا كبيرا في تراكم عمل المقاومة, و تأثيرها على الاحتلال بعد ما وصل حجم العمليات و الخسائر الأمريكية حدا غير متوقع.

و مع تكسر الاستراتيجيات الثلاث الأولى على جدار المقاومة العراقية ؛ لجأ الاحتلال إلى الاستراتيجية الأخيرة المسماة "الطريق الجديد-إلى الأمام".

و التي حظيت باهتمام خاص من قبل الإدارة الأمريكية بدعوى تحقيقها الأهداف المتوخاة منها, رغم أن تقرير مكتب المحاسبة التابع للحكومة الأمريكية أكد أن الفشل الذريع كان مصير هذه الاستراتيجية كسابقاتها, و هو الأمر الذي يطرح أسئلة غاية في الخطورة تمس مستقبل العراق من مثل : ماذا بعد ؟ و كذلك إلى أين يسير العراق ؟